الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«إكسبو».. بوابة عودة سياحة المؤتمرات إلى الشرق الأوسط

قال مختصون وجهات مشاركة بمعرض «إكسبو 2020 دبي» لـ«الرؤية»، إن انعقاد «إكسبو» سيكون علامة فارقة في فترة ما بعد جائحة كورونا بقطاع سياحة المؤتمرات، وهو ما يعزز اتجاه دول المنطقة لعقد المؤتمرات حضورياً مرة أخرى أسوة بدبي، التي تفتح الباب مرة أخرى لعودة هذه النوعية من السياحة، التي تعزز قطاع الضيافة والفنادق وتؤثر بالإيجاب على اقتصادات الدول.



في هذا الصدد، قال مانويل سالتشلي، رئيس لجنة تسيير «إكسبو 2020 دبي» والمفوض العام للجناح السويسري المشارك بالمعرض، إن مدينة دبي أثبتت نفسها في الماضي كمدينة طموحة ومبتكرة للغاية، حيث تتمتع بالقدرة على استضافة وتقديم فعاليات كبرى من الطراز العالمي، مثل معرض دبي للطيران ومهرجان دبي السينمائي الدولي، وتأتي استضافة إكسبو لتشكل دليلاً إضافياً على الإمكانات الهائلة التي تتميز بها دبي فيما يتعلق بإقامة المحافل الدولية الضخمة بأمان وكفاءة عالية.



وأوضح سالتشلي، أنه بعد انتهاء فعاليات إكسبو، سيتم تحويل جزء من الموقع إلى «ديستريكت 2020»، يتضمن مساحات سكنية وأخرى تجارية مثل مركز دبي للمعارض الجديد (DEC)، الذي سيشكل وجهة مثالية للعديد من المؤتمرات الدولية خلال إكسبو، وسيكون ذلك هو الإرث الذي يتركه إكسبو للإمارة في عالم ما بعد «كوفيد-19».



مركز إقليمي

من جهته قال نائب مدير المكتب التمثيلي لبنك سويسكوت المحدود في دبي، شادي كرباج: «إن الإمارة عادت لتلعب دورها كمركز إقليمي للاجتماعات وسياحة المؤتمرات لا سيما مع انعقاد إكسبو دبي 2020، وهو الدور غير المفقود لكنه تراجع بسبب الجائحة».



وأشار كرباج إلى أن سياحة المؤتمرات في دبي ستكون حافلة أكثر خلال الربع الأول من 2022، لافتاً إلى انعقاد أكثر من 40 مؤتمراً وحدثاً اقتصادياً وترفيهياً في دبي متوقعاً خلال الأربع أشهر المقبلة.



وأوضح كرباج أن السياحة الترفيهية تشكل 80% من الزائرين في دبي لكن سياحة المؤتمرات والأعمال ترتفع تدريجياً عاماً بعد عام، لافتاً إلى أن استضافة دبي لمعرض سوق السفر العربي للسنة الـ28 على التوالي في مايو الماضي والذي وكان أضخم معرض وحدث سياحي مباشر منذ بداية الجائحة في نهاية 2019 وما تلاه من معارض يؤكد العودة القوية إلى تلك النشاطات.



وذكر نائب مدير المكتب التمثيلي لبنك سويسكوت، أن تلك المعارض صاحبها تسجيل 100 ألف رحلة في مطار دبي الدولي خلال النصف الأول من 2021، حيث استقبل المطار أكثر من 10 ملايين مسافر خلال تلك الفترة مع توقعات باستقبال المزيد في النصف الثاني.



وبحسب كرباج، شكل اقتصاد المؤتمرات وإدارة النشاطات 3% من اقتصاد دبي في 2019 بما يعادل أكثر من 3 مليارات دولار.



أفضل برامج التطعيم

وأشاد كرباج بالمستويات العالية للتطعيمات ضد فيروس كورونا في الإمارات بعد تحقيقها واحد من أفضل برامج التطعيم ضد الفيروس كورونا في العالم، متوقعاً حدوث تعافٍ قوي في معدلات السفر خلال الربع الأخير من العام الجاري ويمتد إلى منتصف العام المقبل بالتزامن مع إكسبو 2020.



وأضاف شادي كرباج، أنه على الرغم من التأثير السلبي لجائحة كورونا على السياحة الدولية وتراجعها 70% عالمياً بخسائر تجاوزت تريليون دولار، إلا أن نموذج دبي الاقتصادي أثبت مرونة قوية وقدرة على التقاط الفرص تدريجياً بما تملكه الإمارة من بنية تحتية عملاقة وصناعة طيران متقدمة ومناطق حرة لوجستية هي الأكبر في المنطقة من خلال ميناء جبل علي ومطار دبي الدولي.



وأوضح كرباج أن إكسبو دبي 2020 يعتبر أهم حدث عالمي في المنطقة اقتصادياً وسياحياً، وتستهدف منه دبي جذب أكثر من 25 مليون مسافر من أكثر من 190 بلداً مشاركاً.



تأثير إيجابي

من جهته قال المدير العام لشركة الفيصل للسفريات، ياسين دياب، إن تأثير إكسبو دبي 2020 سيكون إيجابياً أكثر من المتوقع على كافة الجوانب، لا سيما على سياحة المؤتمرات في المنطقة، مشيراً إلى أنه بعد مرور ما يقرب من عامين على جائحة كورونا وتأجيل إكسبو لمدة عام، فالجميع ينتظر بفارغ الصبر القدوم إلى إكسبو خاصة والإمارات عامة.



وأشار دياب إلى أن إكسبو يعتبر فرصة ذهبية للعمل والاطلاع والسفر مع تزامنه في وقت يكون فيه الطقس جيداً بالإمارات ما يعزز جذب المزيد من الزوار من البلدان العربية والأجنبية، مضيفاً أن إكسبو سيكون بمثابة متنفس خاصة بعد الحجر الصحي الإجباري الذي عاشه الزوار باعتباره فرصة كبيرة للسياحة.



نمو قطاع الضيافة

وفيما يعزز إكسبو دبي من أداء سياحة المؤتمرات، فإن ذلك يعزز أيضاً قطاعات أخرى منها قطاع الضيافة، وتعليقاً على ذلك، قال بول دالغليش، نائب الرئيس لشؤون الإيرادات والمبيعات والتوزيع في مجموعة حياة للفنادق، إن إكسبو سيكون عاملاً مهماً يدفع باتّجاه نموّ قطاع الضيافة في الإمارات العربية المتحدة، وممّا لا شكّ فيه أن معرض إكسبو 2020 دبي سيجذب عدداً كبيراً من الزوار الدوليين.



وأضاف دالغليش أن الفعاليات المماثلة لإكسبو ستعزّز بشكل كبير قطاع الضيافة في أعقاب جائحة «كوفيد-19»، ويتوقع أن نشهد ازدياداً كبيراً في عدد الزائرين الوافدين على مدى الستة أشهر المتواصلة وفي الفترة الممتدة بعد ذلك أيضاً.



وأكد أن المعرض العالمي سيكون فرصة كي تعاود دبي التواصل مع باقي العالم افتراضياً ومادياً، متابعاً: «نحن ممتنون لمثل هذه المشاريع، ولا شكّ أن دبي للسياحة ستواصل تقديم دعمها المستمرّ الذي يعتبر حاجة ملحّة للقطاع، نتطلّع تماماً لمعرض إكسبو 2020 ولما سيجلبه لدبي والإمارات بشكل عام، فالموقع رائع بالفعل وأمر مذهل أن نشهد مشاركة المجتمع الدولي القوية في عرض مواضيع رئيسية تتعلق بالاستدامة والتنقّل وانتهاز الفرص».



وأضاف أنه في ظلّ تخفيف القيود الحالية المفروضة بسبب الجائحة وبرنامج التطعيم الوطني النشط كما وزيادة الحركة الجوية، نتوقّع أن يساهم معرض إكسبو 2020 في تعزيز الطلب على الفنادق في الربع الرابع من عام 2021 والربع الأوّل من عام 2022، وهذا ما سيؤثّر إيجاباً على الذروة التي اعتاد القطاع عليها في مثل هذه الفترات.



استقطاب السياح

من جانبه، توقع العضو المنتدب والمدير العام لمجموعة فنادق بارسيلو في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، خوسيه كانالز، أن يستقطب معرض إكسبو 2020 دبي أعداداً منتظمة من السيّاح الوافدين إلى دبي، الأمر الذي سيعود بالفائدة على قطاع الضيافة ويزيد من معدلات الإشغال ومن إيرادات الغرف المتاحة على مستوى الدولة.



وأشار خوسيه كانالز، إلى أن حكومة دبي أنجزت عملاً استثنائياً في إطار الاستجابة إلى الجائحة من خلال برامج التعقيم والتطعيم الوطنية، وهذا ما يضمن استمرار ازدهار الاقتصاد.



أفضل وجهة تجارية

وأكد غابريل كيرتس وزير الاستثمارات والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في جمهورية غينيا والمفوض العام لجناح غينيا في "إكسبو 2020" أن دبي هي واحدة من أفضل 20 وجهة تجارية في العالم، مشيرا إلى أن إكسبو 2020 هو حدث عالمي، سيعرض دبي كوجهة رئيسية للعمل والترفيه على حد سواء، ويقدم بعض العروض الرائدة في العالم في الفنادق ومراكز المؤتمرات والمرافق الترفيهية ومراكز التسوق والمراكز التجارية.



وذكر أن دبي تتمتع بموقع رائع على مسافة طيران قريبة من مجموعة واسعة من الوجهات العالمي وتظل الإمارة أيضاً وجهة شهيرة لجيرانها في الخليج والمنطقة وهو ما يعزز من سياحة المؤتمرات بالمنطقة مستقبلاً.



وأشار إلى أهمية إكسبو في جذب وعودة سياحة المؤتمرات مرة أخرى، مضيفين: «إن إكسبو دبي هو أول حدث دولي كبير يفتح للجمهور على نطاق واسع ويجهزنا لعالم ما بعد الجائحة وهو من الأحداث بالغة الأهمية، التي تزيد الوعي بالتحديات التي تواجه البشرية على نطاق عالمي وكيف وجدت دبي طرقاً إبداعية لمواصلة النجاح».



وتابع: «نثق أن إكسبو دبي 2020 سيكون أنجح حدث من نوعه، وسيشكل أكبر انتصار في العالم على وباء كوفيد-19، ومن خلاله ستصبح الإمارات رائدة عالمياً في صناعة سياحة المؤتمرات، ومن خلال الانفتاح على الملايين من الناس من جميع أنحاء العالم واستضافة حدث كبير يمتد على مدى 6 أشهر، ستثبت دبي ريادتها في صناعة السياحة».



وأضاف أنه رغم تلقي السياحة ضربة قوية مع بداية الجائحة، إلا أن تلك التحديات لم توقف دبي وساعدتها على التفكير خارج الصندوق، ويبدو أن قطاع السياحة في دبي في وضع جيد لتسخير إمكانات الحدث الدولي البارز وتحويله إلى زخم إضافي يتجه إلى عام 2021 وما بعده.