وقال مختصون على هامش مشاركتهم في «قمة دبي العالمية لتسهيل سياحة أصحاب الهمم» إن حجم الفرص الضائعة على الاقتصاد والسياحة العالمية، يصل الى نحو 142 مليار يورو (597 مليار درهم) سنوياً نتيجة إحجام الملايين من أصحاب الهمم عن السفر بسبب عدم توفير الخدمات والتسهيلات المناسبة في العديد من مدن العالم، مشيرين إلى ضرورة الالتزام بمعايير التصميم العالمي لتسريع عملية تهيئة المدن لتصبح أكثر صداقة واستجابة لاحتياجات أصحاب الهمم في التنقل والعيش الكريم.
وشهدت القمة حضور سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، ووزيرة تنمية المجتمع حصة بوحميد، وعدد من مديري الدوائر.
نموذج عالمي
وأكد رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية والمدير التنفيذي لنادي دبي لأصحاب الهمم، ماجد العصيمي في تصريحات صحفية على هامش القمة أن المطارات الإماراتية تعتبر نموذجاً عالمياً في توفير التسهيلات الخاصة بأصحاب الهمم.
وأضاف العصيمي أن الخدمات والتسهيلات الخاصة بأصحاب الهمم، التي توفرها المرافق السياحية في الدولة، يمكن تصديرها إلى الدول التي تحتاج إلى تحديث بنيتها التحتية والتشريعية الخاصة بأصحاب الهمم، لا سيما فيما يتعلق بتسخير التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لخدمة أصحاب الهمم.
وتقام الدورة الثانية للقمة تحت عنوان «لنجعل جميع المدن صديقة للسياح من أصحاب الهمم»، وتهدف إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها نحو مليار شخص لديهم نوع معين من الاحتياج إلى المساعدة، أثناء تنقلهم كمقيمين أو زوار أو سياح في مدن العالم.
الالتزام بتوفير المرافق
ومن جهته، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، عصام كاظم، إن دبي ملتزمة بضمان توفير المرافق والخدمات التي تدعم احتياجات جميع أصحاب الهمم والتي تمكنهم من الاستمتاع بالعروض والمعالم السياحية في المدينة، مشيراً إلى أنه بحسب منظمة الصحة العالمية، يحتاج ما بين 10% إلى 15% من سكان العالم إلى المساعدة، وسيتضاعف عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى أجهزة مساعدة، بدءاً من الكراسي المتحركة إلى تقنيات الاتصال، ليصل إلى نحو ملياري شخص بحلول عام 2050 نتيجة الشيخوخة والمشكلات الصحية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية الأخرى.
التطور والتكيف
وأوضح أن قدرة دبي على التطور والتكيف، بدعم من أصحاب المصلحة والشركاء، أمر بالغ الأهمية في ضمان استمرار المدينة في الاحتفاظ بمكانتها في طليعة الوجهات التجارية والترفيهية الرائدة في العالم، مشيراً إلى أن أداء صناعة السياحة في عام 2021 يؤكد أن دبي واحدة من أكثر الوجهات المفضلة للمسافرين العالميين، ويرجع ذلك إلى انها من أكثر الوجهات أماناً في العالم بالإضافة إلى التنوع في برامجها وعروضها السياحية.
وأضاف: «مع استمرار نمو الثقة داخل الصناعة وبين المسافرين، لا سيما مع إطلاق التطعيمات وبرامج التعزيز في جميع أنحاء العالم، تواصل دبي البناء على مكاسب عام 2021 لذلك من المتوقع أن يتسارع الزخم السياحي خلال العام الجاري وما بعده».
السياحة العلاجية
من جانبه، قال المدير العام لهيئة الصحة بدبي،عوض صغير الكتبي، إن دبي بما تحتله من موقع جغرافي مميز في قلب العالم، وما تمتلكه من إمكانيات فريدة، أصبحت الآن تتصدر مشهد السياحة الدولية، وخاصة السياحة العلاجية التي تتفوق فيها، فضلاً عن كونها من أكثر مدن العالم جذباً للسائحين، وكونها أيضاً الوجهة المفضلة للباحثين عن الرفاهية والعيش الآمن والسعادة.
وبدوره، أكد مدير عام بلدية دبي، داوود الهاجري، أن دبي تعد من المدن العالمية الرائدة في مجال تقديم كافة وسائل الراحة للمسافرين من أصحاب الهمم منذ وصولهم إلى دبي وحتى مغادرتهم إياها، حيث يجدون ما يلبي احتياجاتهم بدءاً من المطار، ووسائل النقل، وكذلك المنشآت الفندقية، وصولاً إلى أشهر المعالم ومناطق الجذب السياحي التي تراعي هذا الجانب في منشآتها.
وأشار إلى أن بلدية دبي تبنت إصدار «كود دبي» للبيئة المؤهلة، في تصميم المباني، ليتم تصنيفها على أنها صديقة لأصحاب الهمم، وقد نفذت ذلك في كافة المقاصد والمنشآت السياحية، ونجحت في جعلها صديقة للسياح من أصحاب الهمم، بتوفير نوعية الخدمات المناسبة لهم.
زمام المبادرة
ومن ناحيته، أكد نائب الرئيس في مطارات دبي، جمال الحاي، أن دبي اتخذت زمام المبادرة مجدداً لإعادة السياحة الميسرة إلى الواجهة، حيث كانت المدينة من بين الوجهات الأولى التي انفتحت بنجاح على السياح العالميين قبل أشهر من استضافة معرض إكسبو 2020 دبي، ضمن رؤيتها لتصبح من أفضل الوجهات المفضلة بالنسبة للسياح من أصحاب الهمم، معتمدة على منظومة متكاملة من التشريعات والبنى التحتية المتطورة والخدمات المتميزة. وقال الحاي: «استعدت دبي بقوة لاستقبال السياح بكافة فئاتهم ونجحت بتميز في تسجيل معدلات نمو قياسية في أعداد الزوار القادمين إلى دبي منذ انطلاق فعاليات إكسبو 2020 وبفضل الدعم الذي توفره الجهات الحكومية والخاصة، سوف يحظى السياح من أصحاب الهمم بتجارب سياحية مميزة في دبي».
الأنشطة السياحية
وقال الأمين العام لمؤسسة زايد العليا، عبدالله الحميدان: «أصحاب الهمم مكون رئيسي في مجتمع دولة الإمارات، وقيادتنا الرشيدة توليهم كل الاهتمام والرعاية وتعمل على تمكينهم في المجتمع ككل، والقطاع السياحي في الدولة مثل كافة القطاعات في هذا المجال، إذ توفر الدولة، انطلاقاً من موقعها الريادي إقليمياً وعالمياً، كل المرافق والخدمات والتهيئة البيئية التي تمكن أصحاب الهمم من المقيمين فيها أو السياح، من ممارسة الأنشطة السياحية بشكل طبيعي، حيث تعتبر الإمارات نموذجاً ملهماً في دعم وتيسير سياحة أصحاب الهمم، نظراً لحرصها على تبني الحلول المتطورة وتقديم كل وسائل الراحة للمسافرين من أصحاب الهمم منذ وصولهم إلى مطارات الدولة وحتى مغادرتهم إياها».