الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

حديث الشباب

الحديث عن الشباب وقضاياهم مستمر ولا يمكن أن يتوقف، فهم الغالبية في مجتمعنا حيث تشير التقديرات أن الشباب يشكلون أكثر من 60 في المئة من إجمالي المواطنين، وبما أن آمال البلد معلقة على هؤلاء الشباب لا بد أن يحظوا بالمزيد من الدعم، ليس على الصعيد الحكومي فحسب، وإنما كذلك على الصعيد المجتمعي، وأقصد بذلك أن يتم الالتفات لهم وتمكينهم ليعيشوا حياة سعيدة ويحققوا الفخر لأنفسهم وأهلهم وبلادهم، وليتمكنوا من المساهمة في رفعة مجتمعهم، ويتمثل الدور المجتمعي عموماً في التحفيز والتوجيه والاحتواء.

في السابق كنّا نلاحظ أن «شباب الفريج» شأنٌ عام يهم كل أهالي الحي، أي أن جميع قاطني الحي يهتمون بالناشئة والشباب، يتعاملون معهم على أنهم جميعاً أولادهم، تلك الروح الاجتماعية وتلك الأجواء الأسرية كانت تخلق بيئة محفزة للشباب آنذاك، لك أن تتخيل أن الشاب محط اهتمام الجميع، ليس أسرته فحسب بل الجيران والأقارب وأهالي الحي جميعاً، ومن أمثلة ذلك كنا نجد حفاوة جماعية من الحي السكني بأكمله عند إعلان نتائج الثانوية العامة، الجميع يسأل، الجميع يهتم، الجميع يحتفل، يتم توزيع المشروبات الباردة من أسر الناجحين، ويتم مواساة الراسبين وأصحاب الدور الثاني «امتحانات الإعادة»، هذا مجرد مثال ولكن القصد بشكل عام أن «الفريج» كان يمثل أسرة واحدة، وأن الشاب كان يحظى باهتمام الجميع، فالمسن مثل أبيه والرجل الناضج مثل أخيه الأكبر.

اليوم يفتقد الشاب روح التلاحم تلك، ويفتقد الدعم المعنوي والحفاوة والتشجيع الذي كان سائداً، بالكاد يجد موجهاً أو ناصحاً، وبالكاد يجد دعماً أو مؤازرة، أمسى كل شخصٍ منشغلاً بذاته ومنشغلاً أيضاً «بهاتفه»، وهذا يخلق فراغاً كبيراً أمام الشباب، ولا بد أن يتحرك المجتمع ويستفيق ليملأ هذا الفراغ، الأمرُ ببساطة أن تلتفت لمن حولك من الشباب والناشئة، تتواصل معهم وتسأل عن حالهم وأين وصلوا في حياتهم، أن توجه وتنصح، أن تغدق عليهم بالكلمات الطيبة وترفع معنوياتهم، هذه رسالتي لكم، ساعدوا الشباب ليكوّنوا أنفسهم ويبنوا مستقبلهم ويعيشوا حياتهم ويحققوا ذواتهم، ساعدوا الشباب لينفعوا أهلهم وبلادهم ومجتمعهم، ساعدوهم وأسعدوهم فالتحديات أمامهم كثيرة، إنهم بأمسّ الحاجة إلى تلك اليد الحانية والكلمة الطيبة، فلا تبخلوا عليهم بها، ولو على شكل «مسج»!


[email protected]