الاثنين - 17 فبراير 2025
الاثنين - 17 فبراير 2025

نبي وطناً أفضل .. نصنع حلماً

نبي وطناً أفضل .. نصنع حلماً

مصطفى الزرعوني

تحدي المحن هو أساس النهج الذي تربى عليه أبناء الإمارات، مستمدين ذلك من قادتهم الذين أظهروا إصرارهم على كسر الجدران، غير مكترثين بالمحبطين والأعداء لأجل رفاه ورفعة الوطن، بمسيرة مستمرة من روح المؤسسين.

وضعوا الأهداف النبيلة أمامهم التي تنتهج التسامح وتقبل الآخر، وفي مقدمتها العزيمة خطوة أولى للإنجاز، ومن هذا المنطلق بدأ العمل على تأسيس دولة الإمارات وسط عواصف سياسية تحوم بمنطقتها التي لم تشهد الراحة منذ عقود من حروب ومؤامرات حتى يومنا الحالي، ولكن بفضل إصرار قادتنا ووضوح الرؤى تمكنا من تحقيق كل الإنجازات التي يراها العالم اليوم، محطمين أعلى المؤشرات على مختلف الصعد.

هذا النموذج الذي جعل قادة العرب والكثير من الدول من حولنا ينظرون إلى تجربتنا بتمعن، يحاولون استنساخها ويساعدهم على ذلك الوطن الذي لا يتردد في تقديم الدعم للآخرين لتحقيق النمو والازدهار في بلدانهم، سواء عبر تقديم المشورة أو المساعدات الإنسانية، إن كانوا يحتاجون إليها.


واليوم أصبح التحدي أكبر في منطقة كثر بها المتربصون الذين لا يسعون إلى عمارها، بل هدمها وتشويه الساحة لمآرب سياسية تنعكس بالسلب على شعوبها، ويعاني بعضهم الويلات، وهو ما نراه على سبيل المثال في إيران.


ولكنهم لا يعلمون مع من يتعاملون، فالمجتمع الإماراتي تعلم أن يستثمر الفرص حتى إن كانت وسط نزاعات،إذ ينظر دائماً إلى الجانب المشرق، فتُطرح التساؤلات وتتم دراسة كيفية الاستفادة من الأوضاع المحيطة للارتقاء بالدولة ومحيطها، ففي ظل الصراع نبي مستقبلنا مع شركائنا والدول التي تؤمن بأن القادم أفضل بالجهد والعمل، وكما تمكنا من بناء وحدتنا وسط الطوفان، نبني اليوم وحدة أخرى مع المملكة العربية السعودية، نشاركها همها في العديد من الظروف السياسية، منها إعادة الشرعية إلى اليمن الشقيق وتحريره من الميليشيات الموالية لإيران، حفاظاً على أبنائه ومستقبلهم.

وفي الوقت ذاته نحفظ أمننا وإنجازاتنا، ونغلق الباب أمام من يعمل ليلاً ونهاراً لثورات خريفية، مستغلين عاطفة الشعوب، متخذين من الإسلامي السياسي باباً يخدعون به الناس ويزرعون عبره الفتن، وهنا سيظل السؤال: ما الفائدة المرجوة يا جارة؟

ولعلي سأردد مرة أخرى ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مرات عدة، ولعشرين عاماً، حين حذر من تفاقم الأوضاع التي نتج منها ثورات شعبية، واصفاً محاولاتهم «كمن يؤذن في مالطا».

ذلك الأمر الذي كنا مستعدين له زادنا تلاحماً لاستثمار الفرص، وقد تمكنا من ذلك وحققنا العديد من المكاسب منذ اندلاع أزمة «الخريف العربي» في عام 2011، بينما توقفت عجلة النمو عند البعض خصوصاً الجار المرتبك الذي زاد إنفاقه وعمله لتثبيطنا، ولكننا أغلقنا الباب حتى ينضج ولعل الوقت كفيلاً بعلاج معضلته بعدما لم يكترث للنصيحة طوال عقدين من الزمن.

واليوم نرفع راية حمل المنطقة لنوصلها إلى بر الأمان وهو تحدٍّ جديد نشاطره المملكة العربية السعودية بتحالف الوسطية والتسامح والحفاظ على أمن المنطقة ضد عبث الماكرين، لإيمان شعبنا وقادتنا الذين تعلموا من المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن التعاون أساس السعادة.. واليوم قبلنا التحدي، وتحالفنا سيحقق ما نصبو إليه، وشعار وحدتنا «نبي وطناً أفضل .. نصنع حلماً».

[email protected]