2018-12-06
في بعض روايات الخيال العلمي هناك شخصيات كبيرة في السن ووظيفة هذه الشخصيات أن تكون مصدراً للقصص والمعرفة قبل العصر الحالي في القصة، بعض هذه الروايات تدور أحداثها في عالم متقدم تقنياً لكن متأخر في كل مجال آخر، ولعله عالم ما بعد كارثة عالمية غيّرت كل شيء وقلصت المساحة الصالحة للعيش إلى أماكن قليلة، في هذا العالم الشخصيات الكبيرة في السن وظيفتها تذكير الأجيال الأصغر بما كان عليه العالم قبل الكارثة.
أحياناً أشعر بأنني أحد هذه الشخصيات الكبيرة، لأنني أتحدث مع أبناء أخي وأتذكر كيف كانت حياتنا قبل الحاسوب أو قبل الإنترنت أو حتى قبل الهواتف الذكية، أدرك تماماً أن الأجيال التي تسبقنا فعلت الشيء نفسه وأنا ممتن لذلك، الأجيال التي تسبقنا تحدثت عن عالم ما قبل ثروة النفط وكيف كانت حياة الناس صعبة في المنطقة وكيف تغيرت، لكن الآن التغير مختلف، التقنية الرقمية تغير العالم لكن ليس بالضرورة إلى الأفضل، قد يكون مختلفاً وقد يكون عالماً أسرع وأكثر كفاءة لكن ليس بالضرورة أفضل.
سبق أن تحدثت عن الهواتف وكيف أنها تستخدم لمتابعة الناس ومعرفة أين يذهبون وماذا يفعلون، تطبيقات مختلفة تجمع بيانات الناس ولأغراض تسويقية، وفي شبكة الويب كثير من المواقع تفعل الشيء نفسه ويمكنها أن تشكل صورة دقيقة عن الزوار، والآن واحدة من شركات التقنية تعمل على بناء مدينة ذكية متخمة بالتقنيات الرقمية في كل مكان.
المدينة الذكية ليست فكرة جديدة وبعض مدن العالم بالفعل تمارس الرقابة على كل سكانها ولأغراض مدنية وأمنية، وإليك وجه الاختلاف بين جيلنا والأجيال الجديدة، جيلنا عاش طفولة بعيداً عن الرقابة، كان الواحد منا يعيش يومه من دون أن يتابعه هاتف أو تراقبه كاميرا وتسجل ما يفعله أو يقوله، الآباء والأمهات ليس بمقدورهم الاتصال بالأبناء في أي لحظة، لذلك الطفل كان يخرج من المنزل ويلعب بحرية ومن دون أي رقابة، هذا قد يصبح مستحيلاً اليوم أو هو مستحيل بالفعل بحسب الدول والمجتمعات.
هل نحن في عالم أفضل بسبب هذه التقنيات؟ لدي شك كبير في ذلك، العالم كان يعيش قبل الشبكات الاجتماعية والهواتف الذكية فما الذي أضافته هذه التقنيات للعالم؟ بعض هذه التقنيات أخذ من العالم ما كان مجانياً ومتوفراً للجميع وحوّله إلى منتجات وخدمات رفاهية يبيعها للناس، وبعض صناع التقنية يريدون بيع فكرة التقدم والتطور وربطها بالمنتجات التقنية، وللموضوع بقية.
[email protected]
أحياناً أشعر بأنني أحد هذه الشخصيات الكبيرة، لأنني أتحدث مع أبناء أخي وأتذكر كيف كانت حياتنا قبل الحاسوب أو قبل الإنترنت أو حتى قبل الهواتف الذكية، أدرك تماماً أن الأجيال التي تسبقنا فعلت الشيء نفسه وأنا ممتن لذلك، الأجيال التي تسبقنا تحدثت عن عالم ما قبل ثروة النفط وكيف كانت حياة الناس صعبة في المنطقة وكيف تغيرت، لكن الآن التغير مختلف، التقنية الرقمية تغير العالم لكن ليس بالضرورة إلى الأفضل، قد يكون مختلفاً وقد يكون عالماً أسرع وأكثر كفاءة لكن ليس بالضرورة أفضل.
سبق أن تحدثت عن الهواتف وكيف أنها تستخدم لمتابعة الناس ومعرفة أين يذهبون وماذا يفعلون، تطبيقات مختلفة تجمع بيانات الناس ولأغراض تسويقية، وفي شبكة الويب كثير من المواقع تفعل الشيء نفسه ويمكنها أن تشكل صورة دقيقة عن الزوار، والآن واحدة من شركات التقنية تعمل على بناء مدينة ذكية متخمة بالتقنيات الرقمية في كل مكان.
المدينة الذكية ليست فكرة جديدة وبعض مدن العالم بالفعل تمارس الرقابة على كل سكانها ولأغراض مدنية وأمنية، وإليك وجه الاختلاف بين جيلنا والأجيال الجديدة، جيلنا عاش طفولة بعيداً عن الرقابة، كان الواحد منا يعيش يومه من دون أن يتابعه هاتف أو تراقبه كاميرا وتسجل ما يفعله أو يقوله، الآباء والأمهات ليس بمقدورهم الاتصال بالأبناء في أي لحظة، لذلك الطفل كان يخرج من المنزل ويلعب بحرية ومن دون أي رقابة، هذا قد يصبح مستحيلاً اليوم أو هو مستحيل بالفعل بحسب الدول والمجتمعات.
هل نحن في عالم أفضل بسبب هذه التقنيات؟ لدي شك كبير في ذلك، العالم كان يعيش قبل الشبكات الاجتماعية والهواتف الذكية فما الذي أضافته هذه التقنيات للعالم؟ بعض هذه التقنيات أخذ من العالم ما كان مجانياً ومتوفراً للجميع وحوّله إلى منتجات وخدمات رفاهية يبيعها للناس، وبعض صناع التقنية يريدون بيع فكرة التقدم والتطور وربطها بالمنتجات التقنية، وللموضوع بقية.
[email protected]