الجمعة - 18 أبريل 2025
الجمعة - 18 أبريل 2025

قلق ما بعد التقاعد

قلق ما بعد التقاعد
اطلعت قبل أسبوعين على مقال جميل للصديق العزيز الدكتور سعيد السويدي، بعنوان «كيف تسعد متقاعداً؟»، تطرق فيه إلى الدور المفترض أن تلعبه المؤسسات في تهيئة موظفيها لمرحلة ما بعد التقاعد، ومساعدتهم على التخطيط الجيد لتلك المرحلة.

ولأن المقال مهم، ويمس شريحة واسعة من الموظفين وصلوا إلى هذه المرحلة فعلاً، ويمثل مصدر قلق لشريحة أكبر لا تزال على رأس عملها.. قرأته عدة مرات، وفي كل مرة يتشكل في ذهني السؤال ذاته «هل الاستثمار في المشاريع الصغيرة يمثل بديلاً آمناً للامتيازات التي يخسرها الموظف بمجرد تقاعده؟».

ولتوضيح السؤال أكثر: ماذا لو دفع موظف متقاعد تحويشة عمره في مشروع صغير، وتفاجأ بعد أشهر قليلة بتعثر المشروع، وتحوّله من مصدر دخل مُساعِد إلى عبء مالي جديد؟


قبل عشر سنوات أو أكثر قليلاً.. كنا نقول «التجارة شطارة»، لكن الوضع الآن تغير، وأصبحت التجارة خبرة، ورأس مال.. ومهما كان التاجر (شاطراً).. فلن ينجح غالباً في منافسة مشاريع تستند على خبرات كبيرة ورؤوس أموال ضخمة.


وحتى لو فكر الموظف البسيط المُقبل على التقاعد في افتتاح مطعم برأس مال ربع مليون درهم فسيتفاجأ بالزبائن يتوجهون إلى مطعم منافس رأس ماله ثلاثة ملايين درهم.. يتفوق عليه في كل شيء.. الموقع والمساحة والتصميم الداخلي والتجهيزات وطريقة الإدارة ونوعية الطُهاة والعاملين.

أرجو أن لا ينظر لهذا الطرح على أنه تشاؤمي وغارق في السلبية فالمتأمل لوضع الأسواق في الوقت الراهن يدرك بوضوح أن ساحة المشاريع الصغيرة انقسمت إلى فئتين: مشاريع صغيرة ومتوسطة التكلفة ذات قدرة تنافسية ضعيفة وأخرى مرتفعة التكلفة ذات قدرة تنافسية عالية.. وغالباً ما يكون مصير الفئة الأولى الفشل وخروج أصحابها بمديونيات كبيرة!

[email protected]