السبت - 08 فبراير 2025
السبت - 08 فبراير 2025

عوالم «صاحبة الجلالة» الخفية!

عوالم «صاحبة الجلالة» الخفية!
الصحافة جزء من مكون أي دولة .. تعمل على إجلاء المخاطر من خلال تسليط الضوء عليها مبكراً وتدعو إلى تداركها، كما تعرض المنجزات .. وهذان الدوران لا يمكن فصلهما عن المهنة وإلا سيعتريها الخمول!

والصحافة دائماً ما تجدد نفسها بنفسها حسب المعطيات، وغالباً ما تحظى بأهمية كبيرة بالرغم من مستوى الحريات في البلد الذي تصدر منه حتى إن كانت عقائدية كالاتحاد السوفيتي السابق مثلاً، حيث كانت تصدر صحيفة «برافدا» التي أسسها لينين بنفسه وتعاقب أهم رجال الشيوعية على رئاسة تحريرها.

وهنا ننظر إلى مدى تأثير مسؤوليها الذين غالباً ما يكونون ذوي سلطة ونفوذ كبيرين في الحزب الحاكم، فعلى سبيل المثال نذكر «بوريس كوموتوسكي» الذي ترأس تحريرها، وفي الوقت ذاته نائب رئيس مجلس الدوما.


أما على مستوى الدول التي تتمتع بحريات حسب درجتها نرى تعاقب الصحف حسب قوة تأثيرها وانتشارها، ولا يخفى على أحد ما قدمته «واشنطن بوست» أو «نيويورك تايمز» أو«الغارديان».


ولكن عند الرجوع إلى التاريخ نرى أن الصحف في حركة تعاقب مستمرة، تغلق لتفتح غيرها وهكذا حالها على مر السنين، فالأسماء تتغير والمهنة باقية وهذا ما نجده عند البحث فالكتب التاريخية التي تستقي بعض معلوماتها من صحف كانت الأقوى واندثرت قبل مئة عام أو يزيد، حتى أن صحف اليوم قد نقرأ الشواهد على مقابرها لتخرج لنا الصحافة بنسخة جديدة.

الصحافة أخلاق مهما شوهت من بعض ممتهنيها، وللأسف فحالهم كحال رجل الأمن الفاسد والمسؤول المرتشي، هم بشر ولكن القلم يكشف حقيقته على عكس الذين ذكرتهم سابقاً.

وقد سلطت الدراما الضوء على هذه المهنة .. فكيف بذاك الصحافي الذي يتغاضى عن نشر انفراد سيغير حياته المهنية لأجل أخلاقيات وذلك ما تجلى في فيلم «رومان هوليدي 1953»، أو إلى أحداث يومية لصحافي مغامر عريق جسّد دوره الفنان «عادل إمام» في مسلسل عوالم خفية الذي عرض رمضان الماضي.

ما أريد قوله: مهما اختلفنا في أهمية دور الصحافة، ستبقى صاحبة الجلالة مكوناً رئيساً لا يمكن الاستغناء عنه في جسد الدولة، فليس دور الصحافي إرضاء الكل إنما النظر إلى قضايا الكل.

[email protected]