الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

المشكلة والسقطة الكبيرة

المشكلة والسقطة الكبيرة

فاطمة المزروعي

توجد فئة من الأطفال، لا يتعامل معها الوالدان إلا برقة وحنان وشفقة، وهذه المعاملة تجعل الطفل مدللاً بكل ما تعني الكلمة، فتصبح طلباته أوامر ورغباته منفذة، وإذا حدث أن تم الرفض فإنه يقلب البيت رأساً على عقب، والطفل المبالغ في تدليله يكون كمن حكم عليه بالتعثر في حياته وارتكاب أخطاء متنوعة فيها، فهو لم يتعلم شيئاً يضيف له قيمة أو خبرة، وهو أيضاً يعتبر نفسه فوق الجميع، فالدلال أضاف له قيمة يتوهم أنه يملكها، وأيضاً منحه شعوراً بالتفوق الزائف على أقرانه، وعندما يخرج للعالم يصطدم بالواقع الذي لا يعترف إلا بالتفاعل والمعرفة والعلم والعمل والذكاء والمرونة، وهذا الإنسان القادم من خلفية معيشية قائمة على الدلال والحماية، سيكون دون شك مكشوفاً في كل خطوة، وستقع الأخطاء والزلات في كل كلمة تصدر عنه.
من هنا قيل قديماً وحديثاً إن الدلال مفسدة، وإضاعة لمستقبل الطفل، وتم ذمه والتحذير من المبالغة فيه، وهناك من اعتبره أكبر خطأ يمكن للأم أو الأب ارتكابه في حق أطفالهم، وعلماء التربية ورياض الأطفال، وضعوا العديد من الكتب والدراسات والأبحاث التي خرجت بنتائج متعددة عن مساوئ الطفل المدلل، ولعل أكبر تلك هي نمو الطفل على أفكار ومعتقدات لا أساس لها، مثل أنه مميز وأنه يستحق دائماً حقوقاً أكثر من أقرانه، فهو ودون علم منه، يسقط جميع ما تعلمه في صغره على واقعه وهو كبير، وهنا المشكلة والسقطة الكبيرة.
[email protected]