الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

اتفاقية السويد ..تعرية الزيف والخداع الحوثي

تسعى فصائل الحوثي الإيرانيَّة لخلق كارثة إنسانيَّة وشيكة ومروِّعة، الحوثيون بالأساس لا يريدون تسوية عادلة أو أي خطوات من شأنها أن تعيد اليمن إلى عروبته وجيرانه ودوره في المنطقة، الفصائل الحوثيَّة انتزعت منها روح المقاومة، وباتت تتراجع ميدانياً، وتسللت الانهيارات الداخليَّة في جسد هذا الكيان المريض، ما أدى به إلى الموافقة بمخرجات اتفاقيَّة استوكهولم، إذ تم الاتفاق على تنفيذه والانسحاب من موانئ (الحُديدة ورأس عيسى والصليف) والأجزاء الحرجة من المدينة المرتبطة بالمرافق الإنسانيَّة المهمة، ومع ذلك فهناك محاولات حوثيَّة لتقويض تطبيق اتفاق استوكهولم، ذلك الاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف اليمنيَّة من خلال الإشراف على وقف إطلاق النار في الحُديدة، المعزز بقرار مجلس الأمن 2451، وتخليص اليمن من طغيان واستبداد الجماعة التي تسعى إلى تخريب اليمن وهدم كل مقوماته.

هناك تأكيدات من تحالف دعم الشرعيَّة في اليمن، بأن الخروقات الحوثيَّة منذ دخول وقف النار حيز التنفيذ سواء في محافظة الحديدة اليمنيَّة وغيرها ما زالت مستمرة، إذ رصد تحالف دعم الشرعيَّة في الحوثيين 190 انتهاكاً حوثياً لهدنة الحُديدة، والأدهى أن هذه الخروقات تشمل استخدام الهاون، والآر بي جي، والصواريخ الحراريَّة، والعبوات الناسفة، ورماية القناصين .. هل هذه الأسلحة خروقات طارئة يُغضُّ الطرف عنها، أم أنها انتهاكات بحق السكّان، وقصف العُزل من مواطني المحافظات في المناطق المكشوفة، ما أدى إلى توقُّف كلِّ مقومات ومصادر الحياة، واستهداف الأبرياء وإصابات المدنيين؟

إن إعادة انتشار الحوثيين في ميناء الحديدة هو محاولة التفاف واضحة على ما تضمنه اتفاق استوكهولم، بشأن الحديدة، ولا يمكن القبول بهذه الخروقات التي تؤدي إلى فشل الاتفاق، والسؤال الذي يباغتنا في هذه العجالة: هل الأزمة اليمنيَّة ستنتهي بالحل السياسي أو أنها بحاجة إلى جهود الأمم المتحدة، أم أنها استراحة محارب بسبب التراجع الميداني، أم لعبة قذرة يلعبها الحوثيون للمماطلة وكسب الوقت؟!


إن فقدان الحوثيين لأهم ميناء لهم ـ الحديدة ـ جعلهم يرضخون ويقبلون الجلوس إلى طاولة المفاوضات، والتعاون مع المساعي الأمميَّة بعيداً عن رفضهم المتكرر لمناقشة قرار الخيانة، وبيع الذمم إلى إيران، وتسليم الوطن لأجل توافقات طائفيَّة تخدم السياسيَّة الخمينيَّة. إذ حاولت الحكومة الشرعيَّة وقوات التحاف العربي المشاركة إنهاء الأزمة اليمنيَّة بأقل الأضرار، وتسليم الحديدة سلمياً، لكن تلك الجهود لم تكن كافية لتنفيذ الاتفاق في ظلِّ العراقيل الحوثيَّة المستمرة.


وفي المحصلة هي مناورات غير مجدية، وكل ما نخشاه أن تصبح هذه المفاوضات حلولاً مؤقتة أو مجرد رد فعل للتضييق الحاصل لها في الحديدة، والتحالف مع القوى الشرعيَّة يحاول رفع المعاناة التي يتكبدها الشعب من جراء ما تفعله هذه الجماعة بأهلها، واختطاف وطنها وتسليمه لأجندات طهران المتربصة بأمن العرب، وهذا ما تؤكِّده الحقائق، فهذه الجماعات لا تكترث بمصلحة الوطن، بل جاءت لتدميره ونهب مقدراته وممتلكاته.

المعضلة أن الميليشيات الحوثية تدير رحى المعارك بشكل غير إنساني، ومخالف لكل القوانين المتعارفة عليها، كما أنها لا تعبأ بمآسي الإنسان اليمني، وهذه الممارسات والتحايل على اتفاق السويد وأمام المجتمع الدولي فضح المستور وأضعف الحوثي في موقفه، وعرّاه وكشف الأعظم، وذلك بعد أن رفض فتح معبر للمساعدات الإنسانية من ميناء الحديدة، وكأن هذا المواطن لا تربطه به وشائج القربى والرحم والوطن الواحد، فأين الضمير والإحساس بالانتماء والولاء، إذا لم تنجح هذه الدوافع الإنسانيَّة والأخلاقيَّة والوطنيَّة في أن تجعله يتراجع، فهل ستحقق مفاوضات السلام والتهدئة المأمول؟

[email protected]