الجمعة - 20 سبتمبر 2024
الجمعة - 20 سبتمبر 2024

إعادة التدوير

إعادة التدوير
كنت في الماضي أشجع فكرة إعادة التدوير ولا أزال لأنها خيار أفضل من دفن النفايات أو رميها في البحر وخصوصاً البلاستيك الذي لن يتحلل بسهولة وله أثر سلبي على الحياة البحرية وسيعود لنا لنأكله، مثلاً قرأت أن عينات من ملح البحر الذي يضعه الناس على الطعام تحوي قطعاً بلاستيكية غاية في الصغر لا يراها الإنسان إلا بمجهر.

لكن إعادة التدوير يعني إبقاء المشكلة كما هي دون حل، مهما كانت محاولات إعادة التدوير فهي لن تصل إلى إعادة تدوير كل النفايات، بعض أنواع البلاستيك تصبح غير قابلة لإعادة التدوير، بعض النفايات لا تصل إلى حاويات إعادة التدوير، النظام يحتاج تعليم الناس فصل النفايات بأنواعها ووضعها نظيفة وجافة وهذا نظام يعمل في بعض الدول بكفاءة عالية لكن تبقى المشكلة كما هي.

المشكلة تكمن في الحاجة لصنع أشياء تصل لاحقاً إلى سلات المهملات، كثير من النفايات اليوم سببها التغليف وإن كان التغليف بالورق المقوى فلا بأس لأن هذه مادة طبيعية تتحلل لكنها تصنع من الخشب وهذا يعني قطع الأشجار، مواد التغليف الأخرى مثل الألمنيوم تحتاج عملية إعادة تصنعها طاقة عالية، البلاستيك من ناحية أخرى هو مشكلة حقاً ولا يمكن إعادة تدويره دائماً فبعض أنواعه تصبح أسوأ جودة مع كل عملية تدوير.


ماذا لو تخلصنا من مواد التغليف ذات الاستخدام الواحد وعدنا لمواد التغليف التي تستخدم مرات عدة؟ أذكر مثلاً في الثمانينات أن البقالات كانت تبيع المشروبات الغازية بسعرين، درهم إن شربتها قرب البقالة ثم تركت الزجاجة في صندوق لتعود إلى المصنع، وثلاث دراهم لتحمل معك الزجاجة وإن أعدتها ستحصل على درهمين.


حول العالم الآن هناك جهود لأفراد ومؤسسات وحكومات لتقليص استخدام البلاستيك في حياة الناس اليومية وكثير من هذه الجهود نجح لأنها فرضت بالقانون، هناك من افتتح متاجر تشجع الناس على إحضار أوعية لوضع ما يحتاجونه من مشتريات مختلفة للمنزل بما في ذلك الأطعمة ومواد التنظيف وبالتالي لا يحتاج المتجر لتغليف أي شيء.

هذا يحتاج من الناس تغيير عاداتهم في التسوق، مثلاً لشرب القهوة على الفرد أن يجلس في المقهى ليشربها من كوب يعاد استخدامه وتنظيفه بدلاً من كوب ورقي يحوي بعض البلاستيك يرمى بعد استخدامه مرة واحدة، البعض لن يتقبل مثل هذا التغيير لكنه تغيير ضروري حتى لا يتحول كوكبنا إلى مكب نفايات.

[email protected]