الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ديونيس.. خبّاز اللاجئين!

انطلاقا من قول ابن عباس الذي نصه: «صاحب المعروف لا يقع، وإن وقع وجد متكأً»، فإني أفكرُ في إنسان لا أمن ولا أمان، مع فقر مدقع، وظلم وجور.

ذلك الإنسان الذي يحلم بحياة كلها نور له ولأسرته، حيث يقرر الهجرة وهو لا يملك مالاً، يختار قوارب الموت، التي قد تصل في سلام، وقد لا تصل وتغرق في عرض البحر حيث قبره الأخير!.

أفكر في ذلك الإنسان وهو يتخذ القرار، وهو يمضي في طريقه، حتى يصل إلى نهاية علمها عند الله، ونحن نراه ونبصر به ونحن نعيش في خير عميم.


أمامي اليوم مثل حي أسوقه هنا، لفعل إنساني تتجلى فيه «الخيرية»، فكثير ممن اتخذوا قراراً بالهجرة ووصلوا إلى جزيرة كوس اليونانية قد تكون الغالبية منهعم، قد تعرفت يعرف لرجل يدعى، «ديونيس أرفانيتاكيس»، الذي ولد في أسرة فقيرة جداً، مكونة من والدين وعشرة أبناء.


هذا الرجل يعرف كيف يكون الفقر، وكيف هو الإحساس بالحرمان، لأنه عاش تلك الحياة بدقة تفاصيلها، ولهذا قرر وهو في السادسة عشر من عمره الهجرة إلى أستراليا ليعمل ليل نهار، ويوفر من مصروفه، حتى عاد لبلده اليونان في عام 1970 وبدأ حياة جديدة بافتتاح مخبز صغير، لتتنامى تجارته بعد ذلك وتصبح خمسة محال. في 2015، ومع تزايد أعداد اللاجئين من سوريا وأفغانستان والصومال بكثرة، قرر ديونيس تسخير عائدات محاله الخمسة في دعم اللاجئين ومساعدتهم، حيث كان يوزع 100 كيلو غرام من الخبر عليهم يومياً، وبالمجان حتى اشتهر بلقب «خبّاز اللاجئين».

يوم الأحد الماضي ( 17 فبراير الجاري) رحل ديونيس من دنيانا، وأصبح في كنف رب رحيم، وبقيت صدور تدعو له على كرمه ونبل أخلاقه في كل وقت تذكره الألسن، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.