الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

لا تخافوا الذكاء الاصطناعي

انتهى عصر«بروزة الشهادات» إلى غير رجعة لأن التعليم المستدام فرض نفسه بقوةأصبح لدينا اعتقاد جماعي أن العالم يتغير من حولنا، ونشعر بالذعر من الذكاء الإصطناعي الذي نعتقد أنه سوف يقضي على وظائفنا، كما أن الصحافة البريطانية اهتمت مؤخراً بقضية المخاوف الأمنية المصاحبة لدخول عصر الذكاء الإصطناعي، وتحديداً قضية العملاق الصيني«هواوي»، حيث انتقلت تلك المخاوف من الولايات المتحدة إلى بريطانيا، وفي نهاية المطاف أصبح هناك يقين بأنه لا يمكن غلق الأبواب أمام هذه الشركات الكبيرة لمجرد وجود بعض الهواجس الأمنية.

مثل هذا التوجه يسجل حضوره في الإمارات، وسوف تتضح معالمه بصورة أكبر في المستقبل، فالذكاء الإصطناعي سوف يقلل من الاعتماد على الأيدي العاملة غير الماهرة، ويضيف قيمة كبيرة للإقتصاد الوطني، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن البنك الدولي، صحيح أن بعض الوظائف لن يكون لها وجود، نتيجة الإعتماد على التكنولوجيا، إلا أنه سيتم تعويض ذلك بخلق وظهور وظائف جديدة في قطاع الخدمات، وسوف تكون وظائف المستقبل لأصحاب المهارات المعرفية.

هذه المهارات تتمثل في المقدرة على حل المشكلات، والاتصال، والعمل الاجتماعي، وفي بيئة الاقتصاد المعرفي سوف يكون للحكومات المستقبلية دور مهم، فهي التي تضمن الحد الأدنى لحماية المجتمع، القيام بدور تنظيمي لكافة هذه التفاعلات.


ووفقاً لأحدث الإحصائيات، فقد انخفض التوظيف والوظائف في الدول المتقدمة في قطاع الصناعة على سبيل المثال 10 %، وذلك في العقدين الأخيرين، من أهم نماذج الدول التي حدث بها ذلك إسبانيا وبريطانيا وسنغافورة، وانتقل هؤلاء العمال إلى قطاع الخدمات، واستخدموا مهاراتهم المعرفية.


خلاصة القول إن عصر «بروزة الشهادات» انتهى إلى غير رجعة، فقد فرض عصر التعليم المستمر والمستدام نفسه بقوة، وذلك من خلال منظومة تعليمية جديدة، مما يجعلنا أمام ثورة ناعمة، فالطالب سوف يتغير مستقبله بصورة كبيرة، سواء من خلال تغير المناهج، أو الامتحانات التي سوف تتحرر من إطارها التقليدي، حيث لن يتم الاعتماد على التقييم بالدرجات والمعدلات التقليدية، أو حتى فكرة النجاح والرسوب.

الأمور لن تتم بالسهولة التي قد يتصورها البعض، حيث سيواجه المجتمع الساعي للتغيير بعض المقاومة، لأن من يقومون على إدارة التعليم هم أنفسهم من أبناء المدرسة التقليدية التي لا تتواكب مع الثورة الناعمة، مما يتطلب من الجميع معرفة التحديات التي تنتظرنا.