الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أيتام داعش

العالم اليوم أمام سؤال مهم يتعلق بكيفية التعامل مع أرامل وأيتام الدواعشبعد أن ارتكب تنظيم داعش الإرهابي جرائم بشعة بحق البشرية، ترك العالم في حيرة كيفية التعامل مع أيتامه، وأعني زوجات الدواعش وأبنائهم، فهناك المئات من الأمريكيات والأوروبيات، إضافة إلى العربيات، اللواتي التحقن بالتنظيم الإرهابي، والأغلبية منهن تزوجن ولأكثر من مرة من دواعش قتلوا أو تم إلقاء القبض عليهم تاركين أرامل وأيتاماً عرضة لمصائر مجهولة تماماً.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان قد دعا الدول الأوروبية لاستقبال مواطنيهم من الدواعش كان أول من تخلى عن هذه الدعوة عندما رفض أخيراً عودة هدى مثنى (24 عاماً) المولودة في الولايات المتحدة، والتي التحقت بتنظيم داعش عام 2014، بينما جردت الحكومة البريطانية مواطنتها شاميما بيغوم (19 عاماً) من جنسيتها «لأسباب أمنية» بسبب التحاقها بالتنظيم الإرهابي، ولم تنفع توسلات هدى لترامب ولا شاميما لحكومتها لمنحهما فرصة العودة بعد التوبة.

أستراليا حذت حذو بريطانيا وقررت سحب الجنسية من كل مواطن كان قد التحق بتنظيم داعش، بينما لم تستجب الدول الأوروبية لدعوة ترامب بإعادة (دواعشها) من العراق وسوريا.


وفي العراقن عملت الحكومة على إيواء عوائل الدواعش في مخيم كبير قرب الموصل، وهي أيضاً في حيرة حول كيفية التعامل مع هذه العوائل وإعادة دمجهم في المجتمع، في حين أصدر القضاء العراقي أحكاماً بإعدام فرنسيات وألمانيات وتركيات قاتلن مع التنظيم الإرهابي في الموصل، وحتى اليوم لم تعلن أي دولة عربية عن خططها ونياتها للتعامل مع أيتام داعش.


ويبدو الحديث عن أسباب عدم اتخاذ الولايات المتحدة والدول الأوروبية وأستراليا والعربية إجراءات حازمة لمنع مواطنيها، خصوصاً القاصرات والقاصرين عمرياً، للالتحاق بداعش متأخراً، فاليوم العالم أمام سؤال مهم يتعلق حول كيفية التعامل مع أرامل وأيتام الدواعش، بل حتى مع الدواعش العائدين أو الذين يريدون العودة لبلدانهم، وبالتأكيد فإن هذه القضية أممية وليست محلية وعلى الأمم المتحدة والمنظمات المختصة القيام بواجبها لإيجاد طرق ناجعة للتعامل مع النساء، وأغلبيتهن من الشابات اللواتي تزوجن لأكثر من مرة من الدواعش، ولهن أطفال لا يعرفن من هم آباؤهم، والأكثر أهمية في الموضوع هم الأطفال ذاتهم، ففي أي مجتمعات سيعيشون؟، وكيف سيتم دمجهم في هذه المجتمعات وإنقاذهم من ماضٍ لا علاقة لهم به على الإطلاق؟