الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

فكّر داخل الصندوق

كنت أسمع المقولة الشهيرة «Thinking out of the box»؛ والتي كانت تشعرني بالعبقرية، وبالذكاء الخارق الذي يجب عليّ أن أعمل بطريقته، وقد حاولت كثيرًا تطبيقها دون جدوى!.. وقتها استوقفتني الظروف المحيطة بالتفكير فيها متسائلة: «هل من المفيد عمل ذلك؟ وهل للإنسان القدرة على الخروج من الصندوق لكي يفكر ويبدع ويبتكر دون التفكير فيه؟.. أعتقد لا! لست من محاربي فكرة الانطلاق للخروج بما هو جديد؛ ولكن الموقف هنا قد يعني الإشارة نحو الانتباه، والانتباه يبني على معرفة، والمعرفة إحدى صناديق الابتكار كما يشار لهذا المصطلح المتجدد، ومع ميلاد لحظة التفكير خارج دائرة الصندوق إلا أن هناك يد أمسكت بي لتضع يدي على ما في الصندوق الذي أحمله قبل التفكير خارجه.. وإن صح التعبير، فإن الطاقة والمعرفة الفكرية تتشكل من خلال المعلومات وما تحتويه.. وإذا جمعنا التساؤلات ستتعدد، لنقف على سؤال المحور لعملية الابتكار: كيف يتحقق الابتكار؟ هناك الكثير من الدوائر لمحاولة الفهم والتقريب، أي أن الابتكار والإبداع لا يُخلقان بعصا سحرية في الهواء وإلا سقط سريعاً، لذلك ما هو داخل صندوق الإنسان من محاولات يعد المادة والبداية والمكون الذي ينطلق منه الابتكار الناجح، فأنت تمر خلال هذه العملية بسلسلة من المراحل تخضع خلالها لكشف الخلل والعناصر التي تعزز الفكرة وهذا قد يتيح لنا أن نطلق عليها عملية التحليل والرصد لما هو تحت يد الإنسان (الصندوق)، إلى أن يتحقق هذا المنطق في التفكير داخل الصندوق نصل إلى العمود الفقري الذي لا نستطيع من خلاله العمل وهو (المنهجية)، من يضع أسئلة الابتكار ويقرأ ما بداخل الصندوق يستطيع أن يضع المنهجية التي تساعده على تتبع هدفه دون خلل.. لذلك لا يمكن الفصل بما بداخل الصندوق وخارجه.. فكلاهما صندوق واحد.. ويبقى في أساس الابتكار في كيف نفكر، أي علمني كيف أفكر هو المورد الفكري في عمليات البناء نحو الإبداع والتفكير.. وهذا قد يجعلنا نتذكر مقولة (ديكارت) أنا أفكر إذن أنا موجود..

ومن هنا أدعوك أيها الإنسان إلى تبني ثقافة التفكير التحليلي لما لديك داخل الصندوق؛ لأن الابتكار لا يأتي ببساطة مع الأفكار.. وإنما ستراه في لحظة تفعيل الفكرة وكيفية تنفيذها بالواقع لتؤثر، ولتحقق هدفك؛ فهنا ستبدع.. وهنا ستبتكر..من يضع أسئلة الابتكار ويقرأ ما في الصندوق يحدد المنهجية التي تحقق هدفه