الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

حتى يدركوا ما يخسرونه

كنت أقرأ في ورقة دولية تحمل عنوان إعادة التأهيل في المجتمع .. استراتيجية من أجل إعادة تأهيل وتحقيق تكافؤ الفرص والتخفيف من وطأة الفقر وضمان الاندماج الاجتماعي للأشخاص المعوقين، وشارك في إعداد هذه الورقة كل من منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ومنظمة الصحة العالمية. والهدف من هذا الجهد الدولي، هو وضع نهج وطريقة موحدة لتطوير برامج تأهيل ذوي الهمم في المجتمعات المختلفة، وتحدثت هذه الورقة أنه مهما كان التقدم الذي تحقق فإن هناك العديد من العقبات والمعوقات، وترى هذه المنظمات الدولية أن مبادرة إعادة التأهيل في المجتمع استراتيجية يمكن أن تنجح وتسهم في دمج المعوقين في مجتمعاتهم بجميع البلدان.
لن أتحدث عن جوانب الصعوبات والإخفاقات التي تحدثت عنها هذه الورقة، ولو أمعنا النظر في اتحاد أربع من أهم المنظمات الدولية في العالم وتصديها لملف حيوي وهام مثل ملف الإعاقة (أصحاب الهمم)، فإننا ندرك الحاجة الملحة فعلاً لتقديم مبادرات دولية تشمل العالم لمساعدة هذه الفئة والوقوف معها.
المشكلة أن المجتمعات التي تتجاهل مواطنيها من ذوي الإعاقة، هي في الحقيقة تتجاهل قطاعاً حيوياً وهاماً يمكن أن يسهم في الإنتاج والبناء، وليس كما يظن البعض، سواء على مستوى الأفراد أو الحكومات، أن تخصيص أو صرف الأموال على ذوي الإعاقة سيكون دون مردود أو نتيجة، ودون أدنى شك فهذه السياسة أو الرأي خاطئان تماماً لأن ذوي الهمم مكون أساسي من منظومة أي مجتمع ويجب الالتفات إليهم ودعمهم. لدينا في الإمارات تجربة ناجحة في هذا المجال، وتعد بلادنا واحدة من أهم دول العالم قاطبة التي تعتبر رعاية ذوي الهمم لديها من أهم الأولويات، حيث يحظون بالرعاية والتمكين والمساهمة في البناء والتعمير. أعتقد أن هناك دولاً كثيرة أمامها شوط طويل لتدرك وتنتبه لهذا الموضوع الهام وتوليه رعايتها وعنايتها، فهم يخسرون طاقات ذهنية والكثير من المبادرات التي قد تنتج وتصدر عن هذه الفئة وتسهم في عجلة التنمية، وهم أيضاً يخسرون قيمتهم الإنسانية.