السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«بسمة تهاني» للبشر

في عام 1988 كتب السيناريست وحيد حامد قصة سينمائية تحت مسمى «اضحك تطلع الصورة حلوة»، لم ينجح الفيلم تجارياً، لكن بعد عدد من السنوات حينما تم عرضه على شاشات التلفزيون وجد صدى لا بأس به، أنا متأكدة من أن وحيد حامد قد خاب ظنه، فالقصة بها التقاطات مثيرة للتفكير، الفيلم جاء في ذهني بينما كنت أشاهد الفيديو الذي ظهرت فيه الفتاة السعودية تهاني، وهي تقف أمام القاضي، وقد لفتت أنظار الملايين من السعوديين بل وخارجها، بعد أن حقق المقطع الذي ظهرت به في إحدى المحاكم الأمريكية نسبة مشاهدة كبيرة عالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت لما يقرب من مليون مشاهدة.
تهاني تلقت مخالفات مرورية متراكمة، بسبب إيقاف سيارتها في مكان غير مسموح به، وكان لا بد من أن تمثل أمام القاضي، ما حدث أن القاضي الأمريكي فرانك كابريو، الذي يوصف بالقاضي الرحيم، قد قرر في نهاية المحاكمة إعفاء تهاني من المخالفات، فقد كانت تتحدث عن المشكلة ولم تفارق الابتسامة وجهها البريء.
قبل أن تخرج شرحت تهاني للقاضي أنها تعرضت لعدد من المضايقات، حتى وصل الأمر لكسر نافذة سيارتها، وقامت بإصلاحها على حسابها الخاص، ما جعل القاضي يرد عليها، قائلاً: «إنك تتمتعين بسلوك ممتاز كشخص يحاول الدراسة، وسوف أعيد النظر في الحكم، وسوف ألغي المخالفات ولن تدفعي شيئاً»، الحقيقة كانت تهاني تقدم لنا وجبة شهية من الحب والتفاؤل طوال المحاكمة، لذا استحقت إلغاء مخالفاتها، وربما هذا ما أراد وحيد حامد أن يقوله في فيلمه، إن علينا جميعاً أن نفرغ أرصدتنا المتراكمة ونبستم للبشر بدلاً من الكاميرا.