السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

العودة لما قبل الشبكات الاجتماعية

العام الماضي كان متخماً بأحداث كثيرة حول الشبكات الاجتماعية وأكثرها سلبي، تسرب بيانات عشرات الملايين من المستخدمين، استغلال الشبكات لنشر الأكاذيب والإشاعات وتمّ ذلك بدقة أكبر من خلال اختيار الجمهور المستهدف، تحركت حكومات لمساءلة الشبكات الاجتماعية وشركات التقنية حول الخصوصية وما تفعله بالبيانات، وبدأ حراك آخر على مستوى الأفراد.

هذا أمر توقعته منذ وقت طويل لكن أخيراً بدأت فكرة العودة لما قبل الشبكات الاجتماعية تجد قبولاً بين الناس، والفكرة هنا هي العودة لمجتمعات إلكترونية أصغر وأكثر تخصصاً وبالتالي أكثر فائدة وبمشاكل أقل، وبعضها هذه المجتمعات لا يمكن الانضمام لها إلا بدعوة وبعضها خاص، ويخفي محتوياته عن عامة الناس والشركات.

لا يعني هذا بالضرورة توقف الناس عن استخدام الشبكات الاجتماعية لكن تقليص وقت استخدامها إلى أدنى حد ممكن، لا شك في أن البعض سيحذف حساباته، لكن أتوقع أن هؤلاء قلة، الأكثرية ستقلص وقت الاستخدام، وبعضهم سيحذف التطبيقات من الهواتف.


المجتمعات الإلكترونية بدأت مع بدايات شبكة الإنترنت وهي تأتي بأشكال مختلفة، أذكر بدايات الويب العربية وكيف كانت المنتديات هي المواقع الأكثر انتشاراً وشهرة ولسنوات عدة، ثم انتقل الناس إلى المدونات والشبكات الاجتماعية بعد ذلك، والآن أرى بدايات العودة إلى المواقع كما كانت في الماضي، العودة إلى التدوين والمنتديات.


ستكون هناك أشكال مختلفة لهذه المجتمعات وأحجام مختلفة، لكن المهم هنا التخصص في موضوع ما، هواية ما، لأن الحديث عن كل شيء سيقود للحديث عن مواضيع حساسة، وهذه سيكون لها أثر سلبي في المجتمع، سبق أن رأيت مرات عدة مجتمعات إلكترونية تصبح طاردة لأعضائها بتحولها من التخصص إلى مجتمعات عامة.