السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

مشكلة كبيرة من لا شيء

على الرغم من أن هموم العالم مع الجفاف والمجاعة ماثلة، ورغم أن المساعي الدولية لمكافحة الفقر وتبعاته الجسيمة واضحة، إلا أن العالم برمته اليوم أمام ملف لا يقل أهمية ولا يقل حيوية عن ملفي المجاعات والفقر، وهو موضوع البدانة وزيادة الوزن.

قد يستغرب البعض من الموضوع لكونه يختلف جذرياً وعكسياً عن المجاعة والفقر، ولأن زيادة الوزن قرار شخصي وهو الإسراف في تناول الطعام، أما موضوع الفقر والمجاعة فيتجاوز القرار الخاص إلى كونه حالة وظروفاً تفرض على الآخرين وتؤثر في مختلف تفاصيل ومفاصل حياتهم، ورغم أن مثل هذه المقارنة غير علمية وتبقى بعيدة عن الواقع وما يفرضه من أهمية قصوى وحاجة للتحرك والمعالجة، فإن منظمة الصحة العالمية نشرت أرقاماً وإحصاءات عن موضوع زيادة الوزن والبدانة توضح فداحة الموضوع، حيث قالت: «في عام 2014 تجاوز عدد البالغين زائدي الوزن في سن 18 عاماً فأكثر 1.9 مليار شخص. وكان أكثر من 600 مليون شخص منهم مصابون بالسمنة، وفي عام 2014 كان نحو 13 في المئة من البالغين في العالم عموماً (11 في المئة من الرجال و15في المئة من النساء) مصابين بالسمنة، وفي عام 2014 كان 39 في المئة من البالغين في سن 18 عاماً فأكثر (38 في المئة من الرجال و40 في المئة من النساء) زائدي الوزن، وزاد معدل انتشار السمنة في العالم بأكثر من الضعف بين عامَي 1980 و2014.

وفي عام 2014 كان 41 مليون طفل دون سن خمس سنوات زائدي الوزن أو مصابين بالسمنة، كما أن مشكلة زيادة الوزن والسمنة، التي كانت يوماً ما تُعتبر من مشكلات البلدان المرتفعة الدخل، تتصاعد الآن في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، خصوصاً في البيئات الحضرية.


وفي أفريقيا تضاعف تقريباً عدد الأطفال زائدي الوزن أو المصابين بالسمنة من 5.4 مليون طفل في عام 1990 إلى 10.6 مليون طفل في عام 2014».


في هذا السياق أريد التوجه نحو كل أب وكل أم، وأقول: أطفالكم وأبناؤكم في مختلف أعمارهم أمانة بين أيديكم راقبوا غذاءهم وزيدوا المتابعة والتوعية، لأن سلامتهم الصحية ستنعكس على مختلف تفاصيل حياتهم.