الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

مشتركات إسرائيل وإيران

تشترك إيران وإسرائيل في أنهما دولتان تستغلان الدين سياسياً كعنوان لوجودهما، ومن منطلق الدين، يشنان عدوانهما على بقية الدول، فإذا كانت إسرائيل تتظاهر بأن العرب يريدون القضاء على اليهودية ويعادون السامية، وكسبت سابقاً بدعايتها الفارغة هذه عطف بعض شعوب أوروبا وأمريكا، فإن إيران تستغل المذهب الشيعي لتتسلل إلى الشعوب العربية المسلمة مثل مرض سرطان خبيث، وبالنتيجة لا إسرائيل تطبق مبادئ الديانة اليهودية ولا إيران تدافع عن الإسلام بدليل أنها ما تزال تعتمد التقويم المجوسي وليس الهجري، وتحتفل بالأعياد الزادشتية وليست الإسلامية. إسرائيل احتلت أراضي عربية في فلسطين وتمسكت بها، وإيران احتلت ثلاث جزر عربية ضمن سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة: أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، مؤكدة عدم انسحابها منها، كما أنها ما زالت تحتل أراضي عراقية وتسيطر على نصف شط العرب في البصرة.

سلطات الاحتلال الإسرائيلية تقتل وتعذب وتعتقل الفلسطينيين لا لشيء سوى أنهم يطالبون بحقوقهم المشروعة، والسلطات الإيرانية تعدم وتعتقل العرب والأكراد والبلوش من رعاياها لذات الأسباب، وإذا كانت الدعاية الإسرائيلية تروج لفكرة أن العرب يريدون القضاء على اليهود، قد انكشف زيفها منذ سنوات طويلة وظهرت على حقيقتها كدولة احتلال ومغتصبة بغيضة، رافضة منح الفلسطينيين أدنى حقوقهم المشروعة، فإن إيران ما زالت تعيث خراباً في الدول العربية باسم نصرة المذهب الشيعي مقدمة نفسها كزعيمة للمذهب من دون أن يمنحها أحد حق هذه الزعامة الزائفة. فالحقائق التاريخية تؤكد أن التشيع بدأ عربياً وليس فارسياً.

على العموم، الأحداث على الأرض تكشف للجميع أن مخاطر إيران على العرب والإسلام أكثر تدميراً وخطورة من غيرها من الدول، فالنظام الإيراني عاث خراباً في العراق وسوريا ولبنان واليمن وأذرعه السرطانية كادت أن تصل إلى دول الخليج العربي ومصر وشمال أفريقيا لولا تصدي قادة وشعوب هذه الدول لمخاطر المحاولات الإيرانية بتمزيقها اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً.


لننظر اليوم ماذا فعلت، وتفعل إيران في المنطقة، لقد زرعت ميلشيات إجرامية في العراق، وميليشيا حزب الله في لبنان، ودعمت بشار الأسد لقتل وتهجير السوريين، وزرعت الحوثيين لقتل اليمنيين وتهديد أمن الخليج العربي، وكل هذا يتم باسم المذهب والدفاع الكاذب عنه.