الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

إلى متى تستمر فظائع تنظيم الحمدين؟!

لا شك في أن تصرفات «تنظيم الحمدين» تمرّ بمنعطف خطير، منذ انقلب الأمير السابق حمد بن خليفة على والده، واختار لقطر اتجاهاً مغايراً لمصالح الأشقّاء العرب، وخاصة دول الخليج. فلم يراعِ حقوق الجيرة، ولم ينحُ نحوَ الذكاء السياسي الذي يجب أن يتحلّى به مَن تصدى لقيادة الشعوب، فصنع لدولته أعداء من غير داعٍ. ولا يختلف اثنان في أن السياسي الذي يصنع أعداءه هو بعيد كل البعد عن روح السياسة ودهائها المحمود.

وقد أدت سياسة «تنظيم الحمدين»، في نهاية المطاف، إلى مقاطعة دول عربية لقطر، بعد أن أبى هذا التنظيم إلا السير في نفق مظلم نحو الصدام مع الدول الشقيقة، سيؤدي لنكبة مؤسفة تحلّ بالشعب القطري الشقيق، إن لم يتدارك القطريون الأمر ويزيحوا هذا التنظيم.

وحين تولى الأمير تميم سدّة الحكم، كنا نتمنى لو راجع سياسة أبيه، وأعاد النظر في مآل ما يصنع، فإذا به يسير في طريق سلفه، تاركاً «قناة الجزيرة» تتمادى في سبيل التحريض والتأليب، وإزعاج دول الجوار، دون مراعاة للمهنية الإعلامية، حتى صرنا نسمع - منذ عقود - أخباراً غاية في الغرابة، مثل: «إغلاق مكتب الجزيرة في الكويت»، «إغلاق مكتب الجزيرة في عمّان»، «إغلاق مكتب الجزيرة في مصر»، «إغلاق مكتب الجزيرة في الجزائر»، وهلمّ جرًّا. وهذا إجماع من أنظمة الدول العربية على مصائب الإعلام القطري الفادحة، في تناوله لقضايا الوطن العربي بما يؤدي لزعزعة أمنه واستقراره.


بل وصل الأمر لاستخدام القنوات الرياضية في إفساد فرحة الجماهير العربية، واستغلالها في أغراض سياسية بعيدة كل البعد عن رفاهية المواطن، وكان آخر هذه التصرفات الحمقاء، ما قامت به قناة «بي أن سبورت العربية»، التي تبث من الأراضي القطرية، بالتجاوزات تجاه المملكة العربية السعودية ورياضتها، الأمر الذي أدى لتوجيه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ضربةً قويّةً لهذه القناة، بإلغاء البث الحصري لمجموعة قنوات «بي أن سبورت» لجميع المشاركات الخاصة بالأندية السعودية والمنتخب السعودي، ليعطي نصراً مؤزّراً للمملكة ضد الإزعاج الإعلامي القطري.


وأترك التدخل الإعلامي القطري المزعج في شئون دول الجوار، لأعرّج على مصائب أخرى لـ «تنظيم الحمدين»، وهي ما يمكن تسميته بـ «العنجهية السياسية»، مثل خروجه عن الصف الخليجي في مواقف سياسية متأزّمة، كأزمة انفصال اليمن التي تمت عام 1994، وأدت لحرب طاحنة بين الشمال اليمني وجنوبه، انتهت بسيطرة الشمال وتوحيد اليمن، وكذلك تدعيمه لفصائل سياسية معادية لسياسة دول عربية، إضافة لعلاقته المريبة بإيران، رغم وجود مشكلات بين الدول العربية وبين حكم الملالي، ناهيك عن انسحابه من المبادرة الخليجية للحل في اليمن، وهي تصرفات لا تمتّ بصلة للنزاهة والسياسة العادلة.

إن ما يفعله «تنظيم الحمدين» يؤكد صحة موقف المملكة السعودية والدول التي ساندتها، في المقاطعة، حتى يزول هذا التنظيم الفاسد، الذي يعد سرطاناً في جسد الأمة العربية يجب استئصاله.

فارس الغنامي / كاتب صحافي

تويتر / farescom100_m