الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

أسوأ الشخصيات والأدوار

من المفهوم جداً أن يحب الإنسان تقمص أدوار البطولة، وذلك لما فيها من سمات الجاذبية والإبهار.. سواء كانت هذه البطولة في مجال تنافسي مثل جوائز التميز والبطولات الرياضية، أو في إطار صراع حقيقي.. مثل الحروب والمنازعات القانونية.

وفي طفولتنا أحببنا جميعاً شخصيات كرتونية اتسمت بالشجاعة والقوة، وكنا نتقمص شخصياتها في صراعاتنا مع أقراننا من الأقارب، وأبناء الجيران.. مثل الرجل الحديدي، والرجل الأخضر، وغرندايزر، والقبطان جون سيلفر.. كل هذا طبيعي، ومفهوم، ويتوافق مع حاجة النفس البشرية لتقدير الذات.. لكن الشيء غير الطبيعي، وغير المفهوم، هو أن يحب الإنسان أن يتقمص دور الضحية، مكسورة الجناح، والمغلوبة على أمرها، بكل ما فيها من ضعف، وهوان، وقلة قيمة.

الإنسان القوي لا يفكر لحظة في إظهار ضعفه أمام الناس، ويفضل دائماً أن يداوي جراحه بنفسه.. أما الضعيف فيرمي نفسه أمامهم، وينتظر منهم العطف والشفقة، ويجد في مواساتهم شيئاً من الراحة، والسؤال الأهم هنا: هل هذا الشعور حقيقي؟ من وجهة نظري.. لا أبداً.. فالراحة التي نجدها في عطف الناس، وشفقتهم.. ما هي إلا تكريس للضعف والفشل.. وهو أمر لا يمكن أن نشعر معه بأي شعور إيجابي حقيقي.


وهنا يجب أن نفرق بين مواساة الناس في الظروف القاهرة، مثل مواساة إنسان فقد عزيزاً عليه.. وبين نظرات الشفقة على إنسان ضعيف، قليل الحيلة، ينتقل في حياته من فشل إلى آخر.. الأولى مقبولة، ومطلوبة.. أما الثانية فهي أقسى من الفشل ذاته.