الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

بنات الهند.. وشتلات «بالوال»

بمجرد أن يكون المولود أنثى، يبدأ اللطم لتصل إلى جريمة القتل بوضع بعض من الحبيبات الصلبة في فم المولودة حتى تبدأ الالتهابات مع إهمال في علاجها والغرض.. موتها!.. لماذا؟ لأنها فتاة، ووصمة عار، وباب للفقر! لا زال هذا يحدث في الكثير من القرى الهندية، إلا أن شخصًا واحدًا بدأ بفكرة جميلة في مناسبة حزينة ساعدت على تغيير هذه الثقافة حين توفيت ابنته في عام 2006 عن عمر 16 عاماً في حادث مفاجئ، فأراد أن يبقي على ذكراها بطريقته الخاصة من خلال زراعة 111 شتلة في قريته، ومنها بدأت الفكرة تتطور وتتوسع.

شايام بالوال كان كبير قريته، ولأنه بمثابة الحاكم، كانت كلمته مسموعة، جمع كبار قومه وطلب من كل عائلة ترزق بمولودة أنثى بأن تقوم بزراعة 111 شتلة، وفي المقابل أنشأ صندوقًا وقفيًا في القرية يتكفل السكان من خلاله بجمع مبلغ 31 ألف روبية عن كل فتاة ليساعد على تعليمها مع شرط عدم زواجها حتى بلوغها السن القانوني.

اليوم بلغت الشتلات المزروعة في القرية ربع مليون شجرة وأصبح قدوم مولودة جديدة مناسبة سعيدة لكل الأهالي، وهذه الشجيرات أضحت مصدر رزق للكثير من الناس، مع تحسن كبير في البيئة، والأجمل أن هذا التعاون وكذلك أثر المسطحات الخضراء خفّضا من نسبة مؤشر ارتكاب الجرائم في القرية.


بالوال لم يعد حاكمًا كما كان، لكن سنته الحسنة التي سنها لا تزال قائمة حتى اليوم، قليل هم القادة الذين يذهبون ويتركون الأثر الذي يبقى.