الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

من هم دواعش إيران في العراق؟

هلل العالم أمس بانتهاء وجود تنظيم داعش في سوريا، وقبلها بعام هلل العراقيون بالانتصار على الدواعش في العراق عامة ومدينة الموصل خاصة.. لن أضيف هنا أي جديد إذا قلت إن هذا التنظيم الإرهابي هو أكثر التنظيمات التي ظهرت في العصر الحديث إجراماً وقبحاً وسوءاً، إذ استخدم مبادئ الدين الإسلامي مبرراً لانتشاره ولجرائمه، وانساقت خلفه أغلبية من المرضى النفسيين والعصابيين والمجرمين المتعطشين للدم والمتخلفين، واحتاج بالفعل إلى قوى أممية جبارة لمحاربته.. والسؤال الأهم هنا: هل بالفعل انتهى هذا التنظيم الظلامي؟، وهل تمَّ القضاء على أساليبه وخططه ومقاتليه؟.

علينا أوَّلاً أن نناقش بإيجاز أسباب ظهور داعش في العراق، مثلاً، وتمكنه من احتلال ثلثي مساحة البلد بغضون أيام قليلة، حيث من المعروف أن إيران دعمت بقوة وجود هذا التنظيم الإرهابي في بلد أراد نظام الملالي السيطرة عليه تماماً، وقد تحقق لهم ذلك.

إيران حصدت نتائج وجود داعش في العراق وما بعد داعش، إذْ تسيطر الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران اليوم على المدن، التي كانت تحت سيطرة داعش وفي مقدمتها الموصل، وصادرت واشترت أصحاب القرار السياسي في صلاح الدين والأنبار وديالى ونواباً في البرلمان العراقي، هم ممثلون عن مناطق سنية شاسعة في العراق، والهدف ليس طائفياً بحتاً مثلما يبدو للعيان بل سياسي واقتصادي وأمني، إذ إن حُكَّام إيران، وذيولهم في العراق، لا يهمهم الشيعة ولا السنة ولا حتى الإسلام كله، بدليل أن المدن الشيعية والسنية كلها تعاني من الخراب، كما تعاني أغلبية الشيعة والسنة وأتباع بقية الأديان والطوائف من الفقر والتهميش، ونالوا القدر ذاته من القتل على يد الدواعش الحقيقيين والدواعش الظل، وأعني الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له، وهم الدواعش المتنفذين اليوم في العراق، والذين يشكلون خطراً حقيقياً على أمن واستقرار المنطقة برمتها.


وإذا رصدنا اليوم الدول التي جنت أغلبية، إن لم نقل جميع، نتائج احتلال داعش للعراق وسوريا، فسوف تأتي إيران ونظامها في مقدمة هذه الدول، إن لم تكن الوحيدة، وثمة سؤال أخير: لماذا لم يقم داعش بأي عملية في إيران وضد نظامها، وهو التنظيم الذي نفذ عمليات إرهابية في شتى دول العالم؟.