الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تجدد «الرؤية».. ومنظومة الإعلام الإماراتي

من الجيد أن نرى وسائل إعلام محلية تعيد صياغة رسالتها، وتحدد الجمهور الذي تتوجه إليه، كي تستطيع الاستمرار والمنافسة خصوصاً في عالم الصحافة المطبوعة الذي يواجه تحديات في أنحاء العالم.

وفي مدينة دبي للإعلام، التي تضم بيئة أعمال مميزة على مستوى المنطقة، نشهد خطوة جريئة تقوم بها صحيفة «الرؤية»، التي تقدم مثالاً يحتذى للمؤسسات العاملة في مجال المطبوع، بكيفية مواجهة التحديات التي تواجهها الصحافة الورقية، والتأقلم مع تغيرات وتحديات ليست قاصرة على منطقتنا ولكنها تشمل العالم كله، فإن إعادة إطلاق «الرؤية» بشكل جديد يترجم عملياً بعض الأفكار والدروس التي يجب على الصحافة المطبوعة تعلمها.

وبالعودة إلى الأساسيات، دعونا نتذكر ما تخبرنا به نظريات الاتصال من ضرورة التفريق بين الرسالة والقناة الحاملة للرسالة، لا بد دوماً من الانتباه إلى أنه أياً كانت القناة التي تصلنا فيها الرسالة، فإن المحتوى الذي يشكل هذه الرسالة يبقى هو الأهم، بغض النظر عن الطريقة التي يصل بها إلى القارئ، سواء عبر نسخة ورقية أم عبر أجهزة إلكترونية، وينسى أو يتناسى كثيرون أن ما يغني الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي هو المحتوى القادم من الصحف والمجلات، كما أن الصحف المطبوعة تتأقلم مع التغيرات وهي بدورها تنتمي إلى الإعلام الرقمي بفضل منصات متعددة تستخدمها للوصول إلى قرائها بالإضافة إلى نسخها الورقية، لذلك فإن ما نحن بحاجة إليه اليوم هو الوقوف قليلاً من أجل استجماع الصفوف والانطلاق إلى محتوى أكثر غنى وتنوعاً، وهو ما لن يحدث إلا إذا اتجهنا إلى مزيد من التخصص ضمن كل مطبوعة، ولذلك فإن توجه صحيفة الرؤية إلى مخاطبة الشباب، هو خطوة صحيحة لتكامل وسائل إعلامنا المحلية بدل التزاحم على الحصص الإعلانية الموجودة في السوق.


إن الرسالة التي تبعثها «الرؤية» من خلال إعادة تشكيل شخصيتها مهمة للغاية، وعلى الصحف استخلاص الدروس منها، فالسوق الإعلامي والإعلاني بخير رغم التحديات، وما يشكل الفرق بين النجاح والفشل هو فهم التغيرات الحاصلة، ومواكبتها، وربما على وسائل إعلام أخرى كثيرة الاستفادة من هذه التجربة التي نراقبها جميعا عن كثب، وكلنا ثقة بأن الكوادر المحلية قادرة على قيادة التغيير.