الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كيف فكَّرتِ في اختراعك؟

السؤال أعلاه، الذي يحمله عنوان مقالي اليوم، يجعلني أبتسم حين يوجّهه أحد إليَّ، لأنه حين خطرت ببالي فكرة اختراع «جهاز للقسطرة»، اعتقدت جازمة، أنني سأصل يوماً إلى مرحلة أمسك فيها الجهاز بين يدي، وأرى استخدامه في علاج المرضى.. وسبحان الله، كان لي ما أردت.

قصة اختراعي تعود إلى أيام الزمالة في كلية الطب خلال دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية (وهي دراسة وعمل في مستشفى) حيث تعلمت فيها علاج المريض بما فيه عمليات قسطرة الأوردة مثل الوريد المركزي، واستخدام التصوير بالأمواج الصوتية.

أذكر أنني قضيت ليلة صعبة في العناية المركزة مع عشرين مريضاً كلهم في حاله صعبة، وأنا المسؤولة عنهم وعن زميلين جديدين.. دخلنا معاً إلى غرفة مريض، واستعملنا أنبوبة لقياس الضغط جديدة عن طريق الشرايين (a line) بعد عدة محاولات فاشلة، وكان السبب أن عملية القسطرة بالجهاز كانت تتطلب استخدام اليدين، والزميل من دون خبرة، وخاف أن يحرك يديه أكثر من اللازم.


مرتين حدث هذا، فيما كانت الساعة تقترب من السادسة صباحاً، في حين كنا قضينا 28 ساعة من دون نوم.. لحظتها نفد صبري وأجريت القسطرة، بنفسي وأنا نصف نائمة، بعد أن هدأت من روع الزميل.. لحظتها تساءلت: لماذا جهاز القسطرة هذا معقد؟، ولماذا لا توجد طريقة لندخل الأنبوبة بيد واحدة؟


وأنا أعقم المنطقة بعد العملية، أمسكت الجهاز بين يدي وقلت: ماذا لو كان هناك عجلة تدفع «الواير» إلى الأمام ؟ بعد أن أنهيت ٣٠ ساعة من دون نوم، حملت جهاز القسطرة وذهبت إلى مبنى كلية الهندسة الذي لم يكن بعيداً عن المستشفى، هناك وجدت مختبراً فيه مهندسون، أصبحوا بعد بعد مرور سنين يعملون في شركتي ..llc sonostik بعد أن حصلنا على براءة اختراع وموافقة الـ Fda الأمريكية المرموقة.