الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لِنسْتَسلم للحب كالأطفال!

«لن أعود لألوم نفسي مرة أخرى».. كررت هذه الكلمات بيني وبين نفسي، ولم أكن بين مفترق طريق، ولا أعاني من أية أوجاع أو آلام، لكني شعرت بأن علي أن أتخلص من تلك الطاقة السلبية الهائلة، التي أحطتُ بها نفسي طوال الفترة الماضية، وأنه عليّ أن أعيش تلك الفضيلة التي يفعلها دائماً الأطفال، وهي نسيان العالم، حيث يكونون بلا مسؤولية ولديهم القدرة على الاستمتاع، فتجدهم يلعبون في أي مكان، حتى والطائرات الحربية تحلق فوق رأسه وترميهم بالقذائف،.. هم يفعلون ذلك مستسلمين للحب الذي بداخلهم لما يقومون به.

لقد شاهدت صورة توقفت أمامها طويلاً، كان هناك عدد من الصبية يلعبون كرة القدم والطائرات الحربية تحلق في الأعلى، ولم أنس أحدهم ـ الذي صكّ على أسنانه ـ وهو يسدد بقدمه اليسرى كرته تجاه الشباك، بينما الحارس بقميصه الرياضي المتسخ بالتراب والزيت يبدو متحفزاً لصد الكرة.

الأطفال لا يأخذون الأمور كلها على محمل من الجد، وأنأ أريد خيالهم المحلق، الحرية من أي واجب، أن لا أتسول في يوم من الأيام فهْمَ الآخرين، وما يريدونه منّي، أو القصد والمعنى من عباراتي.


في الحقيقية ليس كل ما نقوم به في حياتنا بحاجة إلى شرح أو توضيح، فحينما نصل إلى النهاية لن يكون معنا أحد سوى ما قدمناه نحن لأنفسنا.. إننا كلنا تقريباً بدون استثناء نريد أن نكون جيدين، مذهلين، فاتنين في نظر الجميع.. أحياناً نبتسم في وجه من يصادفنا لمرة واحدة فقط، بينما من يجلس في الصف الثاني من المكتب لسنوات عدة، لم ير قط ابتسامتنا ولو كانت بالمصادفة، هذه هي الحياة .. إما أن تغيرها أو تغير نفسك، فالخيار دائماً لك.