الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

نهاية حرس الإرهاب

لا تكفي خطوة الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية وفرض عقوبات قاسية عليها، فصحيح أنها خطوة مهمة وتاريخية - وإن جاءت متأخرة جداً - وصحيح أنه ستكون لها تبعاتها الإيجابية على المنطقة والعالم، فلن يجد الإرهاب بعد اليوم من يدعمه ويموّله بذلك السخاء كالسابق، لكن الأهم من ذلك هو محاسبة ومحاكمة هذه المنظمة الإرهابية على الجرائم التي ارتكبتها طوال العقود الأربعة الماضية، ولا بد من تفكيك هذه المنظمة وتقديم جميع المسؤولين فيها للمحاكمة الدولية ... فهم لم يكتفوا بقمع الشعب الإيراني في الداخل بل مارسوا الإرهاب في الخارج.

قائمة جرائم هذا النظام طويلة جداً، وكانت الأمم المتحدة قد جمعت معلومات حول 57 جريمة إرهابية ارتكبها النظام الإيراني حول العالم خلال أربعة عقود، وهي مثبتة بالوقائع والتواريخ، ويعتبر النظام الإيراني الدولة الأولى الراعية والداعمة للإرهاب في العالم، حيث أسست عدداً من المنظمات الإرهابية في داخلها (فيلق القدس وغيره) وفي خارجها (حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي بالعراق، وحزب الله - الحجاز، وعصائب أهل الحق في العراق، والميليشيات الطائفية في سوريا، والحوثيون في اليمن، وسرايا المختار وسرايا الأشتر في البحرين، وغيرها كثير).

أما بعض جرائمها التي لا يمكن أن تنسى فهي أنها كانت وراء اختطاف 96 مواطناً أجنبياً في لبنان، بينهم 25 أمريكياً، في عام 1982 فيما يعرف بأزمة الرهائن التي استمرت 10 سنوات، وفي 1983 تم تفجير السفارة الأمريكية في بيروت من قبل حزب الله وأدى إلى مقتل 63 شخصاً، وفي 1985 محاولة لتفجير موكب أمير الكويت آنذاك، الشيخ جابر الأحمد الصباح، وفي 1986 حرضت إيران حجاجها على القيام بأعمال شغب في موسم الحج، ما نتج عنه تدافع الحجاج ووفاة 300 شخص.

وفي 1994 تورطت في تفجيرات العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، ما أدى إلى مقتل أكثر من 85 شخصاً وإصابة نحو 300 آخرين، وفي 1996 كانت وراء تفجير أبراج سكنية في الخبر على يد ما يسمى «حزب الله الحجاز»، ونجم عن التفجير مقتل 120 شخصاً، كما أن سجلّ النظام الإيراني حافل وغير مسبوق على مستوى العالم في انتهاك حرمة البعثات الدبلوماسية منذ اقتحام السفارة الأمريكية في 1979 واحتجاز منسوبيها لمدة 444 يوماً، وآخرها الاعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد في 2016.

وأخيراً وليس آخراً، فإننا في المنطقة العربية لن ننسى أننا لم نعرف الطائفية والمذهبية إلا بعد قيام الثورة الإيرانية المشؤومة في 1979، وتدخل النظام الإيراني في كلٍّ من لبنان وسوريا والعراق واليمن والسعودية والبحرين.