الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

حتمية الحضور السعودي في العراق

حتمية الحضور السعودي في العراق
في حوارات وأحاديث لي مع الدكتور أياد علاوي، أول رئيس وزراء للعراق بعد 2003، أكد فيها بالوثائق دعم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة للعراق والعراقيين بعد تغيير النظام.

من بين الحقائق التي أكدها علاوي هي: أن المسؤولين في السعودية ودولة الإمارات كانوا أول من وقف مع العراق والعراقيين مادياً ومعنوياً، وذلك من خلال دعم إعادة بناء الجيش العراقي، والبنى التحتية في العراق، وبناء مستشفيات، مستشفى زايد على سبيل المثال ببغداد، كما دعما بقوة كل مؤتمرات المصالحة الوطنية التي جرت في مصر وغيره، كما أنهما أول من بادر بافتتاح مؤسساتها الدبلوماسية في بغداد، قبل أن يكون لكلا البلدين تمثيل دبلوماسي متكامل على مستوى السفارات، إضافة للقنصليات في إقليم كردستان العراق.

من ناحية أخرى استقبلت كل من الرياض وأبوظبي شخصيات سياسية عراقية، بغض النظر عن انتمائهم العقائدي، سواء كانوا من الشيعة أو السنة، لإتمام المصالحة الوطنية من أجل استقرار العراق، من جهة، ولإدامة جسور العلاقات العربية، من جهة ثانية.


ما حدث بعد ذلك هو: أن حزب الدعوة الموالي لإيران تسلم الحكم في العراق عندما ترأس الحكومة لثلاث دورات، إبراهيم الجعفري، ونوري المالكي، وحيدر العبادي، وتنكر رؤساء الحكومات ـ سابقي الذكر ـ لكل ما قدمته السعودية والإمارات للعراق، وعملوا على إبعادهما عن الساحة العراقية، بل أن محاولة اغتيال كانت مخططة لأول سفير سعودي، ثامر الغضبان، على طريق المطار ببغداد، تمت إرضاء الإرادة طهران.


اليوم حيث ينفتح العراق على عمقه العربي تبادر المملكة وبإصرار على أن يكون لها موقعها الصحيح في البيت العراقي الذي تدخله من باب الاستثمار، وتقديم الدعم المادي لبناء مدينة رياضية، والتوقيع على مئات الاتفاقيات في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والسياحية.

وسواء رضيت إيران، التي تستغل العراق اقتصادياً وسياسياً، أم لم ترض عن العودة التامة للعراق إلى بيته العربي، فإن غالبية العراقيين سعيدة ومتفائلة بالانفتاح السعودي على العراق، ولسان حالها يقول: أهلاً بأهلنا في بيتهم، فغالبية العراقيين عرب أقحاح، وأنسباهم تنحدر من الجزيرة العربية، وعشائرهم متصاهرة مع عشائر الجزيرة، وإذا كان الوضع الطارئ والخاطئ هو النفوذ الإيراني في العراق، فإن الوضع الطبيعي والصحيح هو سيادة العلاقات الأخوية بين العراقيين وأهلهم في السعودية والإمارات ومع باقي الشعوب العربية.