السبت - 25 مارس 2023
السبت - 25 مارس 2023

الروله.. إعادة مجد بوعي «حاكم»

الروله شجرة ضخمة لها ذكر وافر في تاريخ الإمارات، كونها كانت أكبر شجرة وارفة الظلال داخل مدينة عريقة هي مدينة الشارقة، وكانت ظلال تلك الشجرة تشكّل ساحة للاستجمام والاحتفالات والسباقات واللقاءات الاجتماعية.

حسب المرويات فإن الروله زرعت في عهد الشيخ سلطان بن صقر القاسمي – الأول - (1803 – 1866)، وهناك من يذكر أن الشيخ سلطان رحمه الله هو الذي زرعها، لذا فإنها ارتبطت في وجدان أهل الشارقة، كما أنها شكّلت بهيئتها الضخمة موقعاً احتفالياً مميزاً جذب كل أهل الإمارات والمقيمين بها والزائرين لها.

كانت الروله ساحة للاحتفالات الشعبية، تقام تحتها احتفالات المناسبات، وتنصب حولها الأراجيح والألعاب ليلعب الأطفال والناشئة، ويلتقي حولها الرجال بهواياتهم المختلفة كتربية الصقور وركوب الخيل، كما يجتمع حولها المصورون لالتقاط صور فريدة، كأنك في غابة بين الأسود والوحوش الكاسرة، أو كأنك تقود دراجة نارية، أو كأنك محارب.


الشاهد أن الرول (جمع روله) شجر استوائي موطنه الهند وأفريقيا، يتميز بضخامته وبتدلي جذوره الهوائية من الفروع، له ثمار شبيهة بالكرز ذات لون أحمر، يزيد نمو الرول في المناطق المفتوحة تحت تأثير أشعة الشمس المباشرة، وهي تتحمل درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية.


يذكر الرواة أن «الشارقيين» (أهالي الشارقة)، الذين كانوا يسكنون بعيداً عن شجرة الروله بمسافات 100 إلى 500 متر كانوا في بعض الأحيان يحفرون في أفنية بيوتهم فيجدون جذور الروله، فيعودون لردم الحفر حفاظاً على بقائها.

بعد موت الروله وسقوطها بسبب الإهمال وتعدي الأجانب عليها، شيد على مقربة من ساحتها ميدان ضخم تقديراً لها، الميدان يغطي مسطحاً مستطيلاً تبلغ مساحته الكلية 240 ألفا و993 متراً مربعاً، مزيناً بأشجار الرول والمسطحات الخضراء التي تقع بين شارعين رئيسين من أهم شوارع مدينة الشارقة: هما: شارعا الزهراء والعروبة.

الروله التي جمعت الناس وأوجدت فضاء للفرح في الإمارات، بل كان هو الفضاء الأول والأوحد في الإمارات طوال أكثر من قرن ونصف القرن، تستحق وقفة في تمييز مكانة الشارقة التاريخية والاجتماعية والثقافية، التي يعيد مجدها الآن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.