2019-04-16
رجل وحيد في المشهد ينحني وهو يوشك أن يشرب من النهر.. دائماً يوشك أن.. للأبد.. لا هو يعبُ من النهر فيرتوي..و لا يفلت من هذه الانحناءة الكارثية.. كيف هو الأمر عندما تكون الأبدية على هذا الشكل، أفكر.. ماذا لو أنه انتبه قبل أن يجف اللون.. ماذا لو تمرد حينها قبل أن يترسخ قيده ليهرب من المشهد.. أما كان له مثلاً أن يقف الآن أمام هذه اللوحة ككل الزائرين وهو يحدق في المشهد الساكن.. نهر وشجرة فقط؟! أظنه يشعر بالنقمة عند كل ترميم.. والتلف خلاصه الوحيد.. أتخيل الآن أن هذا الارتياع على الوجه هو شيء آخذ بالتعاظم سنةً بعد أخرى.
لطالما جذبني السكون في كل لوحة أتقاطع معها، خصوصاً تلك التي تحوي بشراً ضمن ما تستعرضه، متخيلة لو أن الخيار كان لأي منهم في اللوحة، فهل سيكون سعيداً في أبديته الساكنة تلك؟ ما مفهوم الأبدية هنا؟ هل هو ذلك الخلود المنشود فعلاً؟ أم أن الأمر هو تجربة أخرى فاشلة؟! في موضع آخر أفكر هل كان لفتاة القرط اللؤلؤي التي رسمها فيرمير أن تفكر وهي تتابعنا في سكونها محدقين.. هل كانت ستشعر بالفخر أن بحيرتها تتفاقم وهي تشاهد انصرافنا كل إلى انشغالاته الخاصة.. لتبقى هي في مشاغلة الفراغ الجامد؟
الحياة قائمة على السيولة وهي بكل ما فيها.. سطوعها.. انطفاؤها.. نزقها.. تجليها، في كوارثها أو استناراتها الكبرى، ورغم كل ما تحمله هذه الحركة الدؤوبة من إرباكات، إلا أنها موجودة لتؤكد نعمة الاستمرارية في مواجهة السكون.. وكل استكانة هي موت بشكل أو بآخر.. هذا ما قالته لي اللوحات من خلال صمتها، وهذا ما يؤكد ضرورة أن نثق دائماً بالمتحول لا الثابت.. وألا نقف لنكون بمثابة شخص معطل في لوحة.
لطالما جذبني السكون في كل لوحة أتقاطع معها، خصوصاً تلك التي تحوي بشراً ضمن ما تستعرضه، متخيلة لو أن الخيار كان لأي منهم في اللوحة، فهل سيكون سعيداً في أبديته الساكنة تلك؟ ما مفهوم الأبدية هنا؟ هل هو ذلك الخلود المنشود فعلاً؟ أم أن الأمر هو تجربة أخرى فاشلة؟! في موضع آخر أفكر هل كان لفتاة القرط اللؤلؤي التي رسمها فيرمير أن تفكر وهي تتابعنا في سكونها محدقين.. هل كانت ستشعر بالفخر أن بحيرتها تتفاقم وهي تشاهد انصرافنا كل إلى انشغالاته الخاصة.. لتبقى هي في مشاغلة الفراغ الجامد؟
الحياة قائمة على السيولة وهي بكل ما فيها.. سطوعها.. انطفاؤها.. نزقها.. تجليها، في كوارثها أو استناراتها الكبرى، ورغم كل ما تحمله هذه الحركة الدؤوبة من إرباكات، إلا أنها موجودة لتؤكد نعمة الاستمرارية في مواجهة السكون.. وكل استكانة هي موت بشكل أو بآخر.. هذا ما قالته لي اللوحات من خلال صمتها، وهذا ما يؤكد ضرورة أن نثق دائماً بالمتحول لا الثابت.. وألا نقف لنكون بمثابة شخص معطل في لوحة.