الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

المضاد الحيوي.. صدِيق أم عدو؟

«.. أعطيني مضاداً، عندي برد».. هذه العبارة تتكرر على مسامع معظم الأطباء، وواجبنا هنا نشر المعلومات الصحيحة حول هذا الموضوع.

لا شك أن المضاد الحيوي اكتشاف رائع، بدأ من أيّامAlexander fleming عندما اكتشف بالخطأ البنسيلين، وجعله الله سبباً في إنقاذ مئات الألوف من التهابات سببها البكتيريا.

اليوم تحول استعمال المضاد الحيوي إلى ظاهرة، لدرجة أن استخدامه لم يعد مبرراً ولا مقبولاً في حالات كثيرة، منها أنه لا يفيد المريض إذا كان الالتهاب من بكتيريا، فمثلاً الرشح الذي يسببه فيروس لا فائدة أبداً من مواجهته بالمضاد الحيوي، وناهيك على أنه هدر للدواء فقد تترتب عليه مضار أخرى، إضافة إلى التأثيرات الجانبية المعتادة مثل «الإسهال أو اللوعة»، وأكبر تأثير سلبي هو: أن مفعول المضاد يقل بمرور الوقت.. فما معنى ذلك؟


معناه أنه في المرة المقبلة عندما يكون المريض في حاجة إلى مضاد نظراً لالتهاب من البكتيريا قد لا يكون له أي مفعول، لأن البكتيريا التي في الجسم أصبحت لها مناعة، لذلك على المريض ألا يتوقف عن تناول المضاد الحيوي إذا تحسن وضعه، ولا يقطعه قبل انتهاء الجرعة، لأن أي بكتيريا باقية ممكن أن تنهي علاج المضاد.


لقد وصلنا اليوم إلى مرحلة أصبحت فيها البكتيريا تتمتع بمناعة أمام جميع المضادات الموجودة في المجتمع الطبي، وهناك نحو مليون شخص سنوياً يموتون لوجود جراثيم لها مناعة لكل المضادات.. وخوفنا أن ترتفع النسبة في المستقبل.

بقي أن نشير أن منتجي الأدوية يحاولون دائماً اكتشاف مضادات جديدة، لكن سرعة تعوّد البكتيريا على المضادات ومقاومتها أصبحت عالية جداً.