الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ماذا تفعل بعد أن فشلت؟

في الحياة، وبعيدًا عن أية مثاليات، الفشل مؤلم جدًا، متعب نفسيًا.> البعض قد يصاب بالمرض والاكتئاب، وقد ينال من حوله نصيب من الألم، وقد يصاب بالإحباط، بل وأحيانًا قد يوصل الفشل صاحبه ليصبح بين يوم وليلة خلف القضبان!، ولكن هل هي النهاية؟، بالطبع لا، وهنا خطوات سهلة تعين على تجاوز هذه اللحظات القاسية التي قد نمر بها جميعًا.

أساس المواجهة هو: كيف ننظر للفشل؟.. إن رأيته على أساس أنه النهاية، فسيكون كذلك بالفعل، ولن تنجح بعدها، ولكن إن رأيته على أنه توقف طارئ في طريق النجاح، وأنك على ثقة بأنك ستصل إلى هدفك، فإنك بالتأكيد سوف تصل ولو بعد حين.

تذكر قصص من مروا بالفشل واجعلها شرارة نجاح لك.. كثيرون منا يعرفون ريتشارد برانسون مؤسس شركات «إيران».. فهل هناك من يسمع اليوم عن«إيران للسيارات» أو «إيران كولا»! إنها شركات أسسها وفشل فيها، ولكن أصبحت دافعًا له نحو النجاح الأكبر الذي نراه اليوم، المهم أنه لم يسقط! مشكلتنا الكبرى أننا لا نكتب، فكتابة أخطائنا التي ارتكبناها وأدت إلى الفشل ستكون طوق نجاة عند الوقوع في مطب آخر، والمشكلة الأدهى أننا لا نرتاح؛ لأننا عند التفكير في أسباب هذا الفشل نحتاج إلى الهدوء، والابتعاد عن كل منغص.. لذلك على الواحد منا أخذ إجازة والتحضير للخطوة المقبلة بتأنٍّ.. المهم، هنا، التنفيذ الصحيح للدروس التي تعلمناها من الفشل الأول.. عندها نتذكر حماسة كل بداية، ولذة استكشاف ما لا نعرفه، والانطلاق من جديد.


الفشل أهم مكتشف لنقاط ضعفنا الشخصية، فلا نخجل منه ولا نتجاهله، فاليوم يعد فرصة عظيمة للعمل علينا تقويتها، سواء بالتدريب، أو بسؤال من نثق به، وسنرى هذه المحنة كيف تتحول إلى منحة في المستقل وسنحمد الله عليها كثيرًا.


لذلك كله أقول: إلى كل من يحيط بمن فشل، من والد أو زوج، أو مدير، تذكر أنه واحد من «البشر»، قد يخطئ ويصيب، كما تخطئ أنت وتصيب؛ قف معه حتى يتجاوز هذه اللحظات الصعبة ولا تتركه.. كن سببًا في تخطيه، وستفرحان معًا عند أقرب نجاح.. أما أنت يا من فشلت، هذه أيام اختبار، عندها ستعرف من يحب لك الخير، ومن يضمر لك الشر، كن منتبهًا!