الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«البوكر» التي أمدَّتني بالسعادة

كان يوماً جميلاً من دون منازع، كنت أشعر بدغدغة اللذة والفكاهة وثراء التخيل، إذ لا يفهم البعض مقدار الحظ الذي تصل إليه، وأنت تقرأ كتاباً جيداً ولا تشبع أو تمل منه.. إنه باختصار صندوق الكنز، أسعى دائماً في الحصول على الكتب التي تم ترشيحها سواءً للقائمة القصيرة أو الطويلة لجائزة البوكر العربية، لأنني لا أشعر بالندم مطلقاً على الوقت الذي أخصصه سنوياً لهذه القائمة، بالنسبة لي فإن معظم الكتب التي تم ترشيحها هي بالفعل تستحق الحصول على الجائزة، فيكفي أنها قادرة على أن تنقلك من حقيقتك إلى عوالم مدجنة بالغرابة والفصول العشرة.
وكان هذا الصباح جميلاً وكنت قد أكملت فيه قراءة إحدى الروايات التي تم ترشيحها عام 2017 لجائزة البوكر، يبدو أن الكاتب كان يعرف مقدار التعاسة العظيمة التي كنت عليها خلال الأيام الماضية، وغرر بي لكي أقرأ روايته دون انقطاع، وأنا أضع سماعات الأذن بيضاء اللون، وأهاجر مع صوت خوليو إغليسياس وهو يقول لحبيبته «ما زلت تضعين العطر الناعم ذاته، وما زلت تشرقين بنفس الابتسامة الرقيقة، التي تبوح بالكثير دون أن تقولي شيئاً، أنتِ أبداً لم تتغيري، أردت دوماً أن أحميك وأن أعتني بك وأكون ملكاً لك، كم أتمنى أن أعود إليك.. أنا لم أتغير، ما زلت ذلك المخرج المبتدئ الذي كتب لك أشعاراً، بدأها بكلمة (أحبك)، وأنهاها بكلمة (غداً)».
إنني أدين بالفضل لجائزة البوكر العربية، التي على الأقل أسهمت إلى حد كبير، لأمثالي الذين يشتغلون في أكثر من مهنة، في أن تدلهم بشكل مباشر على أهم الروايات التي تجعلك تنشغل بصخب هذا العالم عبر ترشيحاتها الثرية.