الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

طاقة المكان.. وتصرفات البشر

الإنسان بطبيعته كائن متفاعل مع ظروفه.. إن شعر معها بالارتياح تحسن مزاجه وارتقى أسلوب تعامله مع الناس، والعكس صحيح بطبيعة الحال.

تأمل تصرفاتك عزيزي القارئ في الأيام الجيدة، عندما تستيقظ من نومٍ مريح وأنت بمزاج رائق.. وتتناول إفطارك الشهي وأنت تستمع إلى موسيقاك المفضلة.. وتغادر إلى مقر عملك، وأنت تعلم أن يوماً جميلاً ينتظرك هناك.

في هذه الظروف المثالية أنت مؤهل للتعامل مع أي موقف عابر بأعصاب هادئة وأخلاق رفيعة ولباقة منقطعة النظير.. وذلك لأنك انطلقت من بيئة جيّدة منحتك طاقة إيجابية.. وفي طريقك إلى بيئة جيدة ستمنحك المزيد من الطاقة الإيجابية.. وبالتالي أنت مؤهل للتسامي فوق السلبيات الصغيرة التي قد تصادفك هنا أو هناك.. لأنك ببساطة شديدة لا تشعر بالقلق أو التوتر.


على العكس من إنسان آخر ينطلق من بيئة سيئة تشحنه بطاقة سلبية.. ويتجه إلى بيئة لا تقل سوءاً، تشحنه بالمزيد من الطاقة السلبية.. حتى يصل إلى مرحلة لا يستطيع فيها ضبط أعصابه، أو التحكم في ردود أفعاله.. فتجده يتشنج عند أبسط موقف، وينفجر في وجه كل من لا يحسن التعامل معه.


في حياتنا اليومية نلتقي بأشخاص تعلو الابتسامة وجوههم، يتعاملون مع الجميع باحترام ولباقة فنحكم عليهم بالطيبة ودماثة الأخلاق.. وفي أماكن أخرى نلتقي بآخرين عابسين ومتجهمين على الدوام، فنحكم عليهم بالغلظة وقلة الذوق.. ونحن في كلتا الحالتين لم نأخذ في الاعتبار الظروف التي يعيش فيها كل طرف، والبيئة التي انطلق منها.. لذلك كله تأتي أحكامنا متسرعة، وبعيدة عن الإنصاف.