الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

العراق.. السعودية تمنح وإيران تسلب

احتفت المملكة العربية السعودية ـ الأسبوع الماضي ـ بزيارة رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، والوفد الكبير الذي زاد على 80 شخصية، بينهم وزراء ورجال أعمال ومسؤولون حكوميون.

استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الذي اتسم بالترحاب الكبير بالوفد، كان بمثابة رسائل موجهة لجهات عديدة، منها: الشعب العراقي، بمختلف مذاهبه، الذي تعود جذور أغلب عشائره وقبائله للجزيرة العربية، ومفادها: بأن المملكة هي عمقكم الاستراتيجي ومرجعيتكم الجغرافية والتاريخية، وبوابتكم نحو المستقبل الكريم، ومنها رسالة موجهة لحكام إيران، الذين يشكلون كابوساً يضغط على العراقيين منذ 2003 حتى اليوم، بأن المملكة هي الرئة الأخرى ليتنفس العراقيون الصعداء من خلالها، دون أن يتعرضوا لذل المعاملة الفارسية التي لا تحترم العرب عامة، والعراقيين خاصة.

الوفود العراقية التي تذهب إلى طهران، ومهما تكن درجة رئاسة هذه الوفود، تُعامل بعنجهية فارسية مصحوبة بقلة احترام، حيث لا يوضع العلم العراقي خلف رئيس الوفد عندما يلتقي كبار المسؤولين الإيرانيين، وخاصة مرشدهم الأعلى علي خامنئي.


أكثر من 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم وقعها الوفد العراقي مع الجانب السعودي لإنعاش الحياة الاقتصادية في البلد الذي مزقته الطائفية والفساد المالي والإرهاب، بينما إيران تسلب العراق وخيراته، فهي من قطعت مياه الأنهار عن آلاف الهكتارات من الأراضي العراقية، وتسبَّبت بموت الزراعة وبزيادة ملوحة شط العرب، وسمَّمَت المياه لتقتل مئات الآلاف من الأسماك، وسرقت نفطه وفرضت عليه وبواسطة عملائها أسوأ منتوجاتها الغذائية والاستهلاكية من ضمنها الطاقة الكهربائية، وصدّرت إليه المخدرات وحبوب الهلوسة والأفكار الطائفية المقيتة، التّي مزَّقت المجتمع، وتحولت إلى ذلك العليق الذي يمتص دم العراق.


بالنتيجة، فإن السعودية هي التي تمنح وتضخ الحياة في الاقتصاد العراقي، بينما إيران تسلب من خيرات البلد وشعبه، ومن خيرات أشقائه.

الغالبية من العراقيين استوعبوا الرسالة السعودية ورحبوا بها بل تباهوا بأن لهم أهلاً لم ولن يتخلوا عنهم في النوائب.

العراقيون، حتى الأقلية منهم التي كانت تنظر بعدائية للأشقاء السعوديين، علقوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بلغة متفائلة، متراجعين عن مواقفهم السلبية تجاه المملكة التي تريد الخير لهم، بينما تباهى الآخرون من العراقيين بالمواقف المعهودة من قبل المملكة تجاه أبناء عمهم في العراق.