الثلاثاء - 28 مارس 2023
الثلاثاء - 28 مارس 2023

الغرب.. والهجرة

أصبحت الهجرة موضوع أزمة في العالم الغربي وذات تداعيات سلبية على مجتمعاته، إذ جاءت بتأثيرات اقتصادية واجتماعية نرى آثارها الواضحة على الصعيد السياسي ببروز القوى العنصرية، التي بادرت بالتصدي والحد من الهجرة ومحاولة منعها.

لفقد أسهمت العولمة وحرية الحركة والتنقل والصراعات المسلحة وغيرها في تزايد المهاجرين، بطريقة لم يعد هناك إمكانية لاستيعابهم، وأصبحوا عبئاً مالياً واقتصادياً وأمنياً وأثروا بشكل كبير في المستوى المعيشي لمواطني تلك الدول.

ولا شك في أن دعوات العنصريين لطرد المهاجرين أو التضييق عليهم لا تمثل خلاصاً للأزمة، لأن هذا يمثل تعاملاً مع النتائج لا الأسباب، فالدول المعنية تدرك جيداً أسباب الهجرة إليها، لكنها لا تتخذ خطوات فعلية لحلها أو التقليل من حجمها.


الدول الغربية تملك وسائل وقدرات تستطيع أن تؤثر في حكومات العديد من الدول لتحسين الأوضاع المعيشية لشعوبها عبر القضاء على الفساد، والحد من هيمنة فئة ما على مقدرات الدول والاستئثار بها وإحداث إصلاح حقيقي والوصول لقدر معقول من العدالة الاقتصادية والاجتماعية.


والأمر الآخر الذي يمكن أن تسهم به الدول الغربية، وهو لا بد من أن يتلازم مع الأول، يتعلق بتحديث الدول ثقافياً وترسيخ التعليم الحديث فيها، فتحسين المستوى العلمي والثقافي للفرد يعطيه فهماً مختلفاً للعالم، ويعيد صياغة حياته وممارساته وفق القيم الحديثة، فعلى سبيل المثال، الدول الفقيرة من أكثر الدول زيادة في عدد السكان نتيجة للأمية وتدني مستوى الفهم والثقافة، والتوعية بهذا الأمر وفق منظومة ثقافية متطورة ستحد من مستوى الزيادة السكانية، وتحسن المستوى المعيشي للأفراد في تلك الدول، وستحد بدون شك من التفكير في الهجرة.