الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

حينما تغني الأمهات

بقدر ما يمكن أن يكون عليه هذا العالم من المآسي والضجر، حيث يضعنا جميعاً في مأزق، بقدر ما يمكن لك أن تتصوره لتجد في وسط هذا المعاناة اليومية ما يمكن لهُ أن يجبر خاطرك، وقد قيل قديماً إن الدخول إلى عالم البراءة الطفولية لا يمكّنك من أن ترى الحقيقة كاملة، لكني أستطيع على الرغم من كل ذلك أن أحتفي ببعض المشاعر التي تأتي من خلال الآخرين، الدهشة المصبوغة بلون السماء، أو القشدة، ألا تكون مساقاً إلى حيث الحفر العريضة والعميقة، ولكنك تجبر قدميك على الذهاب إلى حيث يكمن الفرح والحلم، في اختيار موفق بألا تكون في مسار الحياة العادية.
مشهد لم يتعدَّ الستين ثانية انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يجعلك ضمنياً تعيش دور المشاهد الذي يود أن يغرق في وسط الجنة.. مشهد بسيط للغاية لكنه يفيض بك حتى يأسرك لآخر لحظة، معلمة طلبت من أمهات طلابها أن يسجلوا تحياتهن إلى أبنائهن في الصف، وأظنهم في الصف الأول الابتدائي.
في الفيديو القصير تحدثت الأمهات عن أطفالهن وامتدحنهم، فترى ذلك الطفل الصغير يكبر أمامك، يطول حتى يصل بطوله إلى سقف الصف المدرسي، كيف عاش الأطفال الصغار تلك اللحظة المبهجة، وهم يسمعون كل ما هو جميل من أفواه أمهاتهم: «أنت يا محمد طفل رائع، تذهب إلى المسجد كل يوم، وتهتم بأخوتك»، وأخرى تقول: «حبيبي يا عبود أنا فخورة بك دائماً»، أما الأم الثالثة فلا تخجل، كما اعتدنا دوماً على أن نرتدي عباءة الخجل في التصريح بمشاعرنا، فتقول لابنها: «أنا أحبك جداً».. من قال إن الكلمات لا تصنع الأبطال فهو خاطئ.