الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

علاقات غير حقيقية

من منا لا يمر بلحظات انكسار وضعف؟.. لا أحد طبعاً، فحياة الإنسان بطبيعتها تتراوح بين حالاتٍ عدة: فرح، حزن، تفاؤل، إحباط، قوة، ضعف، وحالات أخرى كثيرة لا يتسع المجال لذكرها هنا.

لن أضيف جديداً لو قلت: إن لحظات الانكسار والضعف صعبة على النفس، والابتعاد عنها هدف يسعى إليه الجميع، لكنها مع ذلك لا تخلو من بعض الإيجابيات، من أهمها: أنها تكشف معادن الناس، وتوضح مدى جدارتهم بمشاعرنا.

يقول الكاتب أحمد خالد توفيق: «كنت أظن أن الذي يحبني سيحبني حتى وأنا غارق في ظلامي، حتى وأنا مليء بالندوب النفسية، حتى وأنا عاجز عن حب نفسي.. سيحبني رغماً عن هذا، لكن لا.. لا أحد يخاطر ويدخل يده في جبِّ بئر.. كلهم يريدوننا بنسختنا السعيدة.. الظلام لنا وحدنا».


لن أتوقف هنا عند العلاقات العادية، مثل: زمالة العمل، ورفقة الطريق، لأنها علاقات تعرف نفسها بنفسها، ولا ترفع سقوف توقعات أطرافها منها.. فزملاء العمل قد تنتهي علاقاتك بهم بمجرد انتقالك إلى مؤسسة أخرى، ورفاق الطريق قد لا تراهم مرة أخرى بعد انتهاء الرحلة.


لكن ثمة علاقات أعمق من ذلك بكثير، مثل: علاقات الزواج والأخوة والصداقة الحقيقية، وهي علاقات تفرض على أطرافها التزامات كثيرة، إذا تنَصَّل منها أطرافها فقدت العلاقة معهم كل قيمتها.. وتحولت إلى مجرد وهم لا أثر له على أرض الواقع.. وما أكثر العلاقات التي لا قيمة لها!!