السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

العودة إلى التديُّن العميق

في طفولتنا المبكرة حرص آباؤنا وأمهاتنا على تعليمنا أركان الإسلام، وتدريبنا على أداء العبادات، وكنا نتعلم المزيد من أمور ديننا العظيم من حصص التربية الإسلامية في المدارس، والدروس الدينية التي تبث في التلفزيون، إضافة إلى خطب الجمعة.

كبرنا، وكبرت معنا تساؤلاتنا واستفساراتنا، وللحصول على إجابات مقنعة وصائبة، سألنا أهل الذكر، ودوائر الافتاء الرسمية، وقرأنا في كتب الفقه والعقيدة والعبادات، فحصلنا على إجابات لكثير منها، وظل بعضها حائراً، وأحياناً دون إجابات.

أنا شخصياً توقفت منذ فترة ـ ليست بالقصيرة ـ عن السعي لإيجاد إجابة دقيقة على كل سؤال يتشكل في ذهني، ووصلت إلى قناعة مفادها: أن علاقة الإنسان بخالقه أبسط من ذلك بكثير، وأن الإيمان بالله يقوم على الخطوط العامة أكثر مما يقوم على التفاصيل.


فيكفي جداً أن يعرف المسلم أركان دينه، ويلتزم بها، دون الاستغراق في التفاصيل الدقيقة لكل مسألة .. ولا يقل عن ذلك أهمية أن يرتقي في إنسانيته وأخلاقه، ليصبح التزامه منهج حياة وخارطة طريق، وليس مجرد طقوس يمارسها دون وعي.


هذا الفهم يقودني إلى إيمان أجدادنا الأوائل، القديم اليسير الخالي من الخصام والتعقيد، والقائم على إخلاص العبادة للخالق عز وجل، والإحسان للبشر، دون تبديل أو تغيير أو التخلي عنه أمام هجمة الآخر.

من يقرأ في تاريخ مجتمع الإمارات مثلاً، سيكتشف على الفور أن الجدل الديني دخيل عليه، وأن علاقة أفراده بخالقهم عز وجل كانت على الدوام عميقة للغاية، وخالية من التعقيد.