الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

الإمارات .. بين الاتجار والاستثمار في البشر

الأرقام التي ذكرها معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في المؤتمر الصحافي أمس حول جهود الإمارات في مكافحة الاتجار بالبشر تعكس بشكل واضح الدور الكبير الذي تقوم به اللجنة الوطنية لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر ومؤسسات الدولة المختلفة لمحاربة هذه الجريمة البشعة في حق الإنسانية، فأولئك المجرمون الذين ينتشرون في دول العالم ويستغلون الضعفاء من النساء والأطفال يستحقون أشد أنواع العقاب، ويحسب للإمارات أنها طوال السنوات الماضية طورت قوانينها وحدثت وقوّت أدواتها التي من شأنها محاصرة هذه الظاهرة والقبض على مرتكبيها سواء كانوا عصابات منظمة أو أفراداً ممن يستغلون الثغرات في التشريعات أو جهل البشر بالقوانين فيعبثون بمصير الضعفاء من الناس والهدف هو جني المليارات من الدولارات.
المفارقة في المشهد الإماراتي في مسألة الاتجار بالبشر وحقوق الإنسان، أن الإمارات شيئاً فشيئاً تتخطى مسالة الاتجار بالبشر داخلياً لأنها تعمل بشكل مخطط ومنظم بالاستثمار في البشر من خلال جذب العقول العربية الشابة ورعاية الموهوبين ومساعدة أصحاب المبادرات والابتكارات، وذلك من خلال عمل مؤسسي منظم، ومؤخراً وضعت الإمارات الأنظمة واللوائح التي تسمح بمنح إقامات طويلة الأمد للمتميزين ممن يرغبون في العيش بالإمارات، كما تشدد الإمارات على كل السلوكيات التي من شأنها أن تمس حقوق الآخرين، وفِي الوقت نفسه سمحت لأصحاب الأديان والطوائف والثقافات المختلفة ببناء دور العبادة التي تكفل لهم حرية ممارسة طقوسهم الدينية.
إن الاهتمام بالإنسان هو الشعار الأكبر الذي يراه الجميع في الإمارات وحماية الإنسان أولوية يلمسها الجميع، فالنساء والأطفال محميّون بموجب القوانين والتشريعات المختلفة، وبالتالي فإن التعدي عليهم بأي شكل من الأشكال هو الوقوع في المحظور وتحت طائلة القانون الذي لا يتساهل في هذه القضايا.