الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

عنتريَّات حماس.. إلى متى؟

لم تتوقف حماس عن عنترياتها ومغامراتها الطائشة التي تتسبب كل مرة في مقتل العديد من الفلسطينيين الأبرياء.. تلك المغامرات التي تخدم إسرائيل من غير أن تقدم أي شيء لقضية الشعب الفلسطيني، حتى إن الأمر يبدو كأنه اتفاق بين حماس وإسرائيل لإلحاق الخسائر البشرية والمادية بالفلسطينيين من أهل غزة، الرهائن بيد حماس.

القصة المكررة والمكشوفة هي: أن تقوم حماس بقصف مستوطنات إسرائيلية بصواريخ ـ عديمة الجدوى في الغالب ـ مقابل أن تقوم إسرائيل بقصف مواقع مهمة وأبنية وأحياء سكنية بطائراتها وصواريخها المتطورة والدقيقة التصويب، لتقتل الأطفال والنساء والرجال العزّل الآمنين في بيوتهم، ثم يخرج لنا «الحماسيون» بقصص بطولية كاذبة، والإعلان عن انتصارات وهمية ومفضوحة، والصواريخ التي أطلقتها حماس لم تكن مؤثرة عسكرياً.

عنتريَّات حماس تحيلنا إلى عنتريَّات حزب الله، فالأولى متأثرة بأساليب الثاني.. حزب الله هو الآخر يوجه صواريخ من الجنوب اللبناني «لا جدوى منها في الغالب» إلى المستوطنات الإسرائيلية لتحصد لبنان، وبيروت بالذات، القصف الجوي والصاروخي الإسرائيلي المدمر، وكان أكثرها دماراً ما أطلق عليها حرب يوليو (تموز)، حسب التسمية الشائعة في لبنان عام 2006، والتي استمرت 34 يوماً تكبدت خلالها لبنان خسائر بشرية ومادية كبيرة، مقابل أن يتباهى حزب الله بانتصارات كاذبة ضد إسرائيل.


يضاف إلى هذا أن كلاً من حماس وحزب الله كيانان لا يمثلان الفلسطينيين ولا اللبنانيين، لكن نتائج مغامراتهما تتسبب بمشكلات للسلطة الفلسطينية وللحكومة اللبنانية، ولبقية الدول العربية.


لا أحد ينكر أن إسرائيل كيان عسكري عنصري محتل لأراضي فلسطين، وأن الحروب العربية ضدها في تاريخنا المعاصر لم تسترجع فلسطين، كما أن عنتريات حماس وحزب الله لم تجلب سوى القتل والخراب للفلسطينيين واللبنانيين، فالمرحلة ليست عصر حروب خاصة بين حركات وأحزاب تمثل الإسلام السياسي وتقاتل نيابة عن إيران وبين دولة عسكرية تكمن العداء للعرب.

ليس هناك من طريق لحل قضية الشعب الفلسطيني سوى الحوار الجاد برعاية أممية، ولنا في مبادرات الرئيس المصري الراحل أنور السادات والعاهل الأردني الراحل الملك حسين أمثلة حيَّة لاسترجاع سيناء ووادي عربة من إسرائيل، وعلينا نحن العرب التمسك بالحوار من أجل حل الدولتين، وأن تكون القدس عاصمة لدولة فلسطين.