الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

يوم الصحافة العالمي في اليمن

أصدرت منظمة «مراسلون بلا حدود» تقريرها السنوي عن أوضاع الحريات الصحفية في العالم لعام 2019 ـ علماً بأن يوم الصحافة العالمي، الثالث من مايو من كل عام، أقرّته الأمم المتحدة عبر منظمة اليونسكو عام 1993 ـ ويشير التقرير إلى تراجع الحريات الصحفية في البلدان الأوروبية، وإلى تراجع أكبر في أمريكا.

اللافت أن تونس، بلد الربيع العربي، احتلت الصدارة عربياً في حرية الصحافة؛ إذ تقدمت بـ 25 مركزاً، وتراجع لبنان مرتبة واحدة، وبقي المغرب في مكانه، وتراجعت اليمن مرتبة واحدة، واحتلت سوريا المرتبة 174، أما السودان فاعتبر أكثر البلدان قمعاً لحرية الصحافة، واستقلالية الإعلام منعدمة في عهد البشير.

ويشير التقرير إلى عمليات الخطف، وتهديدات يومية تطال الصحفيين، وقد يكونون ضحايا للمواجهات، ويشير التقرير إلى استضافة إثيوبيا احتفالات اليوم العالمي للصحافة بمشاركة 95 دولة كتحية لدورها في حرية الصحافة في أفريقيا.


آلة الخوف تعمل بأقصى طاقتها، هذا هو عنوان التصنيف العالمي لهذا العام .. وتيرة الكراهية ضد الصحفيين متصاعدة؛ ما نشر الخوف.


وبالمناسبة إياها، أصدرت نقابة الصحفيين اليمنيين بياناً عن الوضع الصحفي في اليمن، مثمنةً نضال الصحفيين من أجل نيل حريتهم والحريات العامة وتضحيات 39 شهيداً، مذكرة باستمرار اعتقال وتعذيب عشرات الصحفيين منذ بدء الحرب، وإغلاق العشرات من وسائل الإعلام الأهلية والمعارضة، وفقدان المئات لأعمالهم، والحرمان من الراتب، ومصادرة الصحف، وكان تقلص هامش الحريات الصحفية إلى أبعد مدى هو الملمح الأبرز في التقرير.

وبدوره أصدر الأستاذ محمد صادق العديني ـ الرئيس التنفيذي لمركز التأهيل وحماية الحريات الصحفية ـ بياناً يدين محاكمة الصحفيين أمام محكمة متخصصة بقضايا الإرهاب.

وتقوم السياسة الدولية والقومية على أساس الخوف في الماضي من الإمبريالية والرجعية وإمبراطورية الشر (الاتحاد السوفيتي)، والشيوعية، والإرهاب، والمؤامرات، والمكائد، والترسانة تطول. وفي الراهن، فإن الإرهاب ومكافحة الإرهاب، المفردة المرعبة التي يصطنعها الطغاة والاستعمار و(يحاربونها) ويحاربون بها.

الملاحظ أن إرث البلدان الإسلامية والعربية من الخوف والتخويف وبيل؛ فقد قبل السُّنة بالمستبد حقناً للدماء، واتقاءً للفتنة لقرون.. (من قويت شوكته وجبت طاعته)، وغيَّب الشيعة إمامهم المنتظر قروناً عدة خوفاً من قتله، وقبولاً بالأمر الواقع.

أوضاع الصحفيين في اليمن كلها مرعبة، فهم كبقية الموظفين بدون مرتبات، ومحرومون من مزاولة المهنة، وهذه أقسى عقوبة تلحق بالصحفي؛ والصحفي اليمني كذلك مهدد في حياته، ومكفّر ومخوّن من أطراف الحرب كلها.