الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

رمضان.. والفعل المعرفي القرآني

التفرغ الكامل لقراءة القرآن في شهر رمضان هو احتفاء بنزوله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه وأضاعه اللّه، لهذا فإن الانشغال بالقرآن في شهره هو تجديد العهد بأيام نزوله، كي نرزق العمل به، لهذا ذمّ الله الذين لا يتدبّرون مواعظه وآياته، ويتفكرون في معانيه ومحكم تنزيله.

الأصل عند السلف الصالح هو (تدبُّر القرآن الكريم) في شهر رمضان، حيث كانوا يتدارسونه، ويتعلمون من علومه، ويتحرون مغزى قصصه، والوقوف على قيمه الرفيعة، متذكرين أن المَلَك جبريل - عليه السلام - نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان المبارك، فعلّمه القرآن الكريم، وإذا كان رسول القرآن يراجع له القرآن، فمن الأولى لأهل الفرقان أن يتوقفوا بفهم عجائبه، فالهدف الأساسي من صوم رمضان هو ارتقاء الإنسان إلى سلم الكمال الذي هو «التقوى».

من ناحية أخرى، بلغ الحد ببعض العلماء الأجلاء أن يتوقفوا عن كل أعمالهم من أجل استغلال هذا الشهر لكتاب الله، احتفالاً واحتفاء بالشهر العظيم الذي أنزل فيه القرآن، وقراءته توجد حالة من الشغف الجماعي بالقرآن، فهذه البادرة الربانية لقراءة القرآن «مكرمة إلهية» لكي لا تصبح القلوب كالحجارة أو أشد قسوة، وإعادة تشكيل الذات الإيمانية الصالحة والمحصنة.

هناك فرص استثنائية للمسلم في هذا الشهر، فالذي حاصرته دواعي الغفلة عن الله وقطعت عليه طريقه، فعليه الإكثار من تلاوة القرآن، حيث يراد منه اغتنام فضيلة الزمان، وإنتاج فعل معرفي قرآني ملهم قادر على التغلب على الأمراض الأخلاقية والعلل الروحية والانحرافات السلوكية.. إذن هذا الشهر شهر العطاءات الإلهية الفياضة.. أمن المعقول أن يأتي الإنسان على مائدة الرحمن، فيخرج من عنده محروماً؟!.