الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

أرجوك لا تنتظر

لم يكن الأمر يعني لي البتة، ولم أكن في يومٍ من الأيام حريصة على أن يكون، أن يعتني بي الآخرون، مثلاً، أو أن يتباهوا بي للاحتفال بيومياتي التي أنجح في تقديرها بشكل جيد، حتى تحدث أمامي زميلي وهو يشير إلى أننا نعيش عصراً من الجفاف في المشاعر، وأشار لي موجهاً حديثه إلى زميل آخر «حصلت مؤخراً على شهادة سيناريست من مصر، ولم نحتفل بها أو حتى نأتي بكعك من أجل ما حققته».

تنبهت لأنني المقصودة، فقد رنت مفردة سيناريست في أذني، وتذكرت أنني الوحيدة التي حصلت على هذه الشهادة، مؤخراً، إذاً فالكلام موجه لي، وجاءت إجابتي على عتب زميلي نحو المشاعر التي لم تتم رعايتها بشكل صحيح، بأنني لم أفكر في هذا الموضوع مطلقاً، ولم أتخيل أن يحتفي أحد بي.

اعتدت على رؤية الحلويات تأتي إلينا حينما يحقق البعض نجاحاً ما، ومعظم قطع الشوكولاتة التي كنا نحصل عليها تأتي بسبب قدوم أطفال جدد إلى الحياة، ربما كان البعض ينتظر أن أحتفي أنا بهذا النجاح، ولكن للأسف لم أعد أحتفي بأي تغير في حياتي، أشعر بالخجل من إخبار الآخرين بما قمت به، أو المجهود الكبير الذي قادني لأن أحقق مثل هذا النجاح، ربما لأنني لا أريد أن أجيب عن أي سؤال يتعلق بما أقدمت عليه، لا أريد أن يسألني أحد عن سبب دراستي للسيناريو، ليس فقط لأنني أريد أن أكتب أفلاماً وقصصاً مرئية، وقد كان هذا هو حلمي وسعيت بشدة لأن أحققه، ولكن أيضاً لدي أهداف أخرى، أهمها: أنني أسعى بشكلٍ واضح وبيّن لأن أغيّر شكل حياتي، أن أخرج برداء جديد ومختلف نحو الحياة.


لا تنتظر من الآخرين أن يرحبوا بنجاحك واختلافك، يمكنك أن تسعد بمفردك.