الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

سحر الطمأنينة

رسالة وصلتني من قارئة، دفعتني للقراءة طويلاً عن الخوف ذلك الشعور الثقيل على النفس.. تقول فيها: «لدي طفل يخاف كثيراً من والده، ومن شدة حرصه على تجنب الأخطاء يقع في المزيد منها.. الأمر الذي جعله يغرق في دوامة من المشاعر السلبية.. فالخوف ولّد ارتباكاً، والارتباك ولَّد فشلاً، والفشل ولد إحباطاً، والإحباط ولد يأساً.. واليأس كما نعلم جميعاً من أخطر المراحل التي يمكن أن يصل إليها الإنسان».

لو فرضنا أن التقصير الذي بدر من هذا الطفل هو الرسوب في مادة معينة.. وتقصير مثل هذا وارد الحدوث، وفي حالات كثيرة يتم التعامل معه بشكلٍ تربوي سليم، الأمر الذي يُمّكن الطفل من تجاوزه في المستقبل.

المشكلة تبدأ عندما يتم التعامل مع تقصير مثل هذا بقسوة مفرطة، تولد الخوف الشديد في نفس الطفل، ومن هذا الشعور تنبثق حزمة جديدة من المشاعر السلبية منها على سبيل المثال لا الحصر.. ضعف الثقة، والقلق من تكرار النتيجة نفسها، والتوتر أثناء المذاكرة، والارتباك أثناء أداء الاختبارات، الأمر الذي قد يقوده إلى الفشل من جديد.


والسؤال الذي يطرح هنا: ماذا لو احتضن الأب ابنه بعد رسوبه الأول، وخفَّف عنه، ورفع من معنوياته، وقدَّم له الدعم الذي يحتاجه؟.. كثير من الدراسات والتجارب الواقعية تقول بيقين كامل إن النتيجة ستكون أفضل بكثير، حتى وإن عجز عن تقديم الدعم، ذلك لأن الشعور بالطمأنينة وحده كفيل بتمكين الطفل من تصحيح الكثير من أخطائه.


لهذا نقول: إذا جمعتك الأقدار بإنسان خائف، فأول شيء يجب أن تفعله معه، هو: أن تمنحه شيئاً من الطمأنينة.. وبعدها لكل حادث حديث.