الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

نفوذ تركي بلباس الإسلام السياسي

لا تقل خطورة التدخل التركي في الشؤون الداخلية للدول العربية عن جارتها إيران، لكن الفرق أن إيران تفعلها بفجاجة وإعلام متهور، بينما تقوم تركيا بالأمر عبر أسلوب تعتقد أنه ناعم وهادئ.

تاريخياً احتل العثمانيون الأتراك البلاد العربية لأكثر من أربعة قرون، وساموا العرب مر العذاب، إضافة إلى سرقة خيرات البلدان، وكذلك فعل الفرس الصفيون، الإيرانيون، على الأقل في العراق، وكلاهما، الأتراك والإيرانيون، فعلوا ذلك باسم الدين الإسلامي، بل لا يزالون ينفّذون مخططات تدخلاتهم السياسية والأمنية والاقتصادية باسم الدين.. الأتراك بغطاء سنّي، والإيرانيون بغطاء شيعي، مروجين لأنفسهم بحرصهم المتطرف على الإسلام ورسالة نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، حتى دفعونا لنتوهّم أحياناً أنهم أكثر حرصاً منا على ديننا الحنيف ونبينا العربي، وكأن الإسلام ما نزل على قرشي عربي بحت في مكة المكرمة، ولا شاع أولاً بين عشائر الجزيرة العربية، الذين ناصروه ودافعوا عنه وضحوا بحياتهم من أجله، ونشروه في العالم.

العثمانيون الأتراك نصّبوا أنفسهم بقوة السيف خلفاء على عموم المسلمين في الأرض، وللأسف عاد لسلطانهم رجب طيب أردوغان هذا الشعور، وباعتقادي هو لا يمانع في أن يعلن نفسه اليوم خليفة المسلمين، بل إنه يتصرف بالفعل انطلاقاً من هذا الشعور ليبرر تدخلاته في الشأن العربي من بوابة دعمه للإسلام، بينما هو في الواقع يدعم الإسلام السياسي البغيض، من خلال الإخوان أو الأحزاب الإسلامية في البلدان العربية التي ترتدي أسماء وعناوين مختلفة وتشيع الخراب والقتل أينما حلت.


تركيا تتدخل في الشأن العراقي من خلال بوابات عدة طائفية بدعمها للحزب الإسلامي، وهو التسمية المموهة للإخوان، وكذلك لبعض القادة السياسيين من السنة، الذين يجدون في أردوغان خير نصير لهم، وقومية شوفينية بالتزامهم لتركمان العراق، واستخدامهم كورقة سياسية ضاغطة، وعسكريّة بحجة ملاحقة حزب العمال الكردستاني، واقتصادية بهيمنتها على الأسواق العراقية ومشاريع البناء خاصة في إقليم كردستان.


ولا يخفى التدخل التركي في مصر بدعمها للإخوان، الذين عاثوا في البلاد إرهاباً وتخريباً، وفي سوريا وليبيا والسودان، والخليج العربي من خلال قطر.

ما يوحد بين تركيا وإيران هو كرههم المبالغ فيه للعرب والتعامل معهم بنظرة استعلائية شوفينية، واستخدام الإسلام سياسياً لتحقيق أجندات توسعية، وبسط نفوذهم في المنطقة.