الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

نهاية الأرب.. عند «حائط مبكى العرب»!

يكذب من يتوهم أن ما يسمى المجتمع الدولي بمنظماته وهيئاته ومؤسساته مهموم أو معني بالبحث عن حلول لأزمات العرب، والمجتمع الدولي والرأي العام العالمي والإنسانية والعالم الحر والدول المحبة للسلام.. كلها مصطلحات وهمية لا معنى لها، وهذه الكيانات الوهمية لا يلجأ لها إلا العرب ولا يناشدها ويخاطبها غيرهم، وقد صارت الأمم المتحدة التي تمثل كل هذه الكيانات مجتمعة مجرد حائط مبكى للعرب دون غيرهم، وهي كيان ورقي هش تتحكم فيه القوى الكبرى وتوجه بوصلته كيف تشاء.

وموقف المجتمع الدولي ممثلاً في أممه المتحدة هو إدارة أزمات العرب لا حسمها أو حلها، ومبعوثو الأمم المتحدة في أي بقعة عربية لا عمل لهم سوى إدارة الأزمة وإبقائها بلا حسم، ويعود العرب كل حين إلى حائط مبكاهم في مقر الأمم المتحدة ليبكوا، ويولولوا، ثم لا شيء يحدث.

وإبقاء أزمات العرب بلا حسم أو حل في مصلحة كل الأطراف الدولية والإقليمية، ليظل العرب فئران تجارب للأسلحة والجهود الدبلوماسية ووسائل إدارة الأزمات وسبل التعامل مع الكوارث، إنها سياسة الباب (الموارب) الذي ليس مغلقاً ولا مفتوحاً على مصراعيه ليبقى العرب في حالة انتظار ما لا يأتي أبداً، إذ تصل الأمور إلى حافة الهاوية والغليان، ثم تعود إلى الهدوء والبرودة، لا حرب تقع ولا سلام يتحقق ويستمر استنزاف الأمة إلى ما لا نهاية.


والعرب عباقرة في صنع الأزمات التي يطلبون حلها من الخارج، فأزمات العرب محلية الصنع ولكن الحلول مستوردة، ويتبين بعد قليل أنها مغشوشة ومزيفة وغير صالحة للاستخدام، فنحن نصنع المشكلات مجاناً، ونستورد حلولاً مزيفه بالمليارات وكل حروبنا معاً هي حروب بالوكالة نحن جنودها ووقودها، ولكننا لسنا قادتها.


وفي كل مرة يلجأ العرب إلى الأمم المتحدة التي لا يلجأ إليها غيرهم، بل إنهم يلجؤون إلى الأمم المتحدة الآن ضد بعضهم البعض لا ضد إسرائيل أو قوى استعمارية، والأمم المتحدة ليست لديها إرادة الحل، ولكن لديها إرادة الإدارة وكلما خبت نار العرب زادتها الأمم المتحدة سعيراً، فالأمم المتحدة هي نهاية الأرب وحائط مبكى العرب!