الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

«العاصوف».. وجهيمان التطرف والإرهاب

ما يقارب الستين بالمئة من الشعب السعودي يبلغ من العمر أقل من ثلاثين عاماً، وهذا ما أكدت عليه إحصائيات التعداد السكاني لعام 2016، ولهذا لم يكن غريباً أن يشعر مثل هؤلاء الشباب بالذهول والاستغراب، لحد الصدمة، ما إن شاهدوا حلقات المسلسل الرمضاني«العاصوف»، والذي يبث عبر المحطة الفضائية MBC.

كان هناك عدد من الحلقات وثق ما حدث في حصار مكة الشهير عام 1979، وقاد هذا الحصار الذي حدث قبيل 40 عاماً جهيمان العتيبي، المنتمي للجماعة السلفية المحتسبة، حيث سيطر الأخير وجماعته على منبر المسجد الحرام، ووجهوا رسائل عبر مكبرات الصوت، مفادها: أنه قد حان وقت إنهاء الظلم، وإحلال العدل، وإعادة المجتمع السعودي للدين الصحيح، ودعا المقتحمون إلى مبايعة أحدهم، وهو محمد عبد الله القحطاني، على أنه المهدي المنتظر، وكان القحطاني صهراً لجيهمان العتيبي.

الحلقات التي سلطت الضوء على هذه الجريمة، أحدثت صخباً هائلاً لدى الشباب في السعودية، حيث أنها فتحت ملفات قديمة لم تكن لتنسى، وقد حان الوقت لكي يطلع شباب اليوم على ما فعله الخارجون عن الدين من فتنة هزت العالم الإسلامي، لما فيها من تطرف وعنف فكري، حيث تسببت هذه الحادثة في سفك دماء المسلمين في ساحة الحرم المكي، وأودت بحياة عدد من رجال الأمن السعودي.


مراهقو الأسرة يسألونني بهلع وخوف: كيف استطاعت هذه الفئة الضالة أن تعبث بأمن وحرمة البيت الحرام؟.. وكان لا بدَّ لي أن أشير إلى ما أكد عليه ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان في جميع خطاباته، وهو: أن السعودية الآن تسعى للعودة إلى الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على العالم، وأننا لا نريد وجود عقول تشبه فكر جهيمان.