الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

فوز «مودي» المدوّي.. وآمال مسلمي الهند

حقق السيّد ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي الذي يقود حزب بهاراتيا جاناتا انتصاراً تاريخياً وكاسحاً، فاق الحسبان في الانتخابات البرلمانيّة التي أعلنت نتائجها يوم الخميس الماضي.

كانت هذه لحظة تاريخيّة، حيث أصبح السيّد مودي أول رئيس للوزراء ماعدا حزب المؤتمر يحقّق أغلبية كاملة لولايتين متتاليتين بعد 48 سنة من حكم رئيسة الوزراء أنديرا غاندي، وبلغت نسبة الأصوات التي حصل عليها حزب بهاراتيا جاناتا 37 في المئة بينما حصل التحالف الوطني الديمقراطي بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا على 45 في المئة من الأصوات.

عودة السيد مودي للحكم مجدداً بتفويض أكبر تؤكد هيمنة شخصيّة مودي وتبرهن على سيطرة حزب بهاراتيا جاناتا على المشهد السياسي الهندي وتهميش دور المعارضة، حيث لقي حزب المؤتمر - الذي حكم الهند بعد الاستقلال وتأسس في عام 1885م ولعب الدور الرئيس في حركة تحرير الهند - هزيمة نكراء مرّة ثانية على يد السيّد ناريندرا مودي.


ويرى المراقبون السياسيّون أن المساحة السّياسيّة التي يشغلها أحزاب المعارضة حاليّاً سوف تتقلّص مزيداً، ولن يستبعد أن تتحوّل الهند إلى بلد أحاديّ الحزب في القريب العاجل نظراً لاكتساح حزب بهارتيا جاناتا الهائل بقيادة السيّد ناريندرا مودي.


على الرغم من فشل السيّد مودي في تحقيق الوعود التي قطعها قبيل انتخابات عام 2014م وتباطؤ الاقتصاد قررت أغلبية الناخبين منحه ولاية جديدة للحكم، لأنها انبهرت بشخصيته، ووثقت بقيادته القويّة.

لقد ركّز مودي في حملته الانتخابيّة بوجه خاص على موضوعَي الأمن والقومية الهندية، ونجح في كسب ثقة أغلبيّة الناخبين، وقد شكّلت النتائج المذهلة للانتخابات تزكية قوية من الشعب لناريندرا مودي وإنجازاته، في توصيل الخدمات والمنافع إلى شريحة كبيرة من المواطنين الضعفاء.

لقد وعد السيّد مودي بأنه سيشرع في بناء هند جديدة، ونأمل أن مشروعه لبناء الهند الجديدة لا يهمل المسلمين، فثمة مخاوف بين المسلمين جراء إهمال حزب السيّد مودي لمنح التمثيل السياسي للمسلمين في حزبه بشكل متواتر، ففي عام 2014 لم يكن من نوابه في البرلمان الهندي، البالغ عددهم 282، مسلم.. وفي هذه الانتخابات أيضاً لا يوجد أيّ مسلم من أصل 303 نواب من حزب بهاراتيا جاناتا.

عقب فوزه قال مودي في تدوينة على تويتر «ننمو سوياً ونزدهر سوياً، سنبني سوياً دولة هندية أقوى وتشمل الجميع»، هذا ما يبعثنا على الأمل بأن السيّد مودي سيحقق وعده، وسيشمل الجميع في مشروعه التنموي وبناء الهند الجديدة والقوية.