الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تزاحم المشاريع في المنطقة .. وغياب العرب

تقول مقولة في الفكر الاستراتيجى الغربي: من أراد السيطرة على العالم فعليه السيطرة على القديم منه، ومن أراد السيطرة على العالم القديم فعليه السيطرة على قلبه، وهو ما يعرف في الأدبيات الغربية بالشرق الأوسط، ويعني المنطقة العربية وما حولها، أي العالم العربي وتركيا وإيران وبعض الأقاليم المجاروة.

مشاريع عدّة تريد ترتيب هذه المنطقة والسيطرة عليها وإدارتها، والغريب العجيب أنّها كلها من خارجها، فهناك المشروع الأمريكي، والمشروع الإسرائيلي، والمشروع الأوروبي والمشروع الروسي، إضافة إلى المشروع الصيني وربما هناك مستقبلاً المشروع الهندي.

بعض هذه المشاريع قديمة، كالمشروع الأوروبي الاستعماري والذي حاول تجديد رؤيته الحديثة للمنطقة عبر الشراكة الأوروبية المتوسطية والشراكة الأوروبية العربية باسم «الشراكة المتوسطية»، وبعضها معروف كالمشروع الأمريكى الذي ورث الشرق الأوسط من التركة البريطانية والفرنسية، لكنّه يريد إعادة تقسيمه وترتيبه وفق رؤيته الخاصة القائمة على تعديل الخرائط والحدود، وتقسيم المقسّم وتجزئة المجزأ وغيره تحت اسم «الشرق الأوسط الجديد».


أما المشروع الإسرائيلي والمسمى «الشرق أوسطية» فهو مشروع توسعي استيطاني، يحاول التحكم في المنطقة اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً، ويسعى لإيجاد دول إثنية في المنطقة تتشابه مع حالته، وهناك كذلك المشروع الروسي، الذي بدا واضحاً من خلال الملف السوري، وهو يحاول أن يحصل على جزء من الكعكة المتنافس عليها في المنطقة، كمال يسعى إلى ترتيب الأوضاع في سوريا لصالحه، وربما يتواجد مستقبلاً في مناطق ودول عربية أخرى.


من ناحية أخرى، أظهرت الصين كذلك اهتماماً كبيراً بالمنطقة عبر عدة مشاريع، أهمها: مبادرة «الحزام والطريق» ناهيك عن عقدها لاتفاقيات ولإقامتها قواعد عسكرية، ما يدل على وجود مشروع صيني يحمل رؤية خاصة من أجل تواجد دائم لها في المنطقة.

ويبقى السؤال معلقاً: أين مشروع أهل المنطقة؟.. الملاحظ أنّه ليس هناك مشروع موحد أو مستقبلي أو حتى أوليّ، ولو كان هناك ثمة مشروع أصلاً لدول المنطقة لما حضرت هذه المشاريع الخارجية، وبهذا الزخم والتزاحم، فعدم وجود ذلك هو الذي سمح وأغرى الآخرين بالقدوم وفرض مشاريعهم.